للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والجَنان والجنين، المجنُ والجنن والمُجن وهو المقبور، والجُنَّة والجِنّة، كل هذا يعود أصله إلى الستر والاستتار، ويقال في مصدره: جَنّ جَنًّا وجنونًا وجنانًا (١).

ويروى بيت دُريد (٢) بالوجهين:

وَلَوْلَا جَنونُ اللَّيلِ أَدْرَكَ رَكْضُنَا ... بِذِي الرَّمْثِ والأَرْطَى عِياضَ بنَ ناشِبِ (٣)

ويروى (٤): (جنان الليل). قال بعض النحويين: ({جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ} أي: أظلم عليه الليل (٥) ولهذا دخلت على، كما تقول في أظلم، فأما جنّه فستره من غير تضمين معنى أظلم) (٦).


(١) انظر: المراجع السابقة. وقال الطبري في "تفسيره" ٧/ ٢٤٧: (المصدر من جن عليه: جنًّا وجُنُونًا وجَنَانًا، ومن أجن إجنانًا ...) اهـ. وقال السمين في ٥/ ٨: (مصدره جَنُّ وجَنان وجُنون) اهـ.
(٢) درَيْد بن الصِّمَّة الجُشمي من هوازن، شاعر جاهلي، تقدمت ترجمته.
(٣) "ديوانه" ص ٢٩، و"مجاز القرآن" ١/ ١٩٨، و"الأصمعيات" ص ١١٢، و"إصلاح المنطق" ص ٢٩٥، و"الجمهرة" ١/ ٩٣، و"الأغاني" ١٠/ ١٦، و"المجمل" ١/ ١٧٥، و"مقاييس اللغة" ١/ ٤٢٢، و"اللسان" ٢/ ٧٠١، وهو لخفاف بن ندبة السُّلَمي في "ديوانه" ص ١٣٠، و"الصحاح" ٥/ ٢٠٩٤.
والرمث والأرطى: نبتان معروفان، وذو الرمث: وادٍ لبني أسد. يقول: لولا أن الليل سترنا لأدركنا عياض بن ناشب الفزاري بذلك المكان فقتلناه.
انظر: "تهذيب إصلاح المنطق" ٢/ ١٢٩، و"معجم البلدان" ٣/ ٦٨، و"اللسان" ٢/ ٧٠١ (جن).
(٤) ذكره أكثرهم، وهو في "الديوان" وأكثر المراجع، (ولولا جنان)، وهما بمعنى واحد، وفي "الأغاني": (ولولا سواد) بدل (جنان).
(٥) لفظ: (الليل) ساقط من (ش).
(٦) انظر: "الفريد" ٢/ ١٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>