للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فتح الراء هاهنا وقد كسره في {رَأَى كَوْكَبًا} فلأنه أخذ باللغتين فكسر هناك لما ذكرناه (١) وفتح هاهنا؛ لأنه جعله بمنزلة الراء في رمى (٢) ورعى.

الوجه الثاني في القراءة: كسر الراء وفتح الهمزة، وهي قراءة حمزة وعاصم في رواية أبي بكر (٣)، أما كسر الراء فإنما هو للتنزيل والتقدير الذي ذكرنا، وهو معنى منفصل عن إمالة فتحة الهمزة، ألا ترى أنه يجوز أن يُعمل هذا المعنى من لا يرى الإمالة، كما يجوز أن يُعمله من يراها، فإذا كان كذلك كان انفصال أحدهما عن الآخر سَائغًا غير ممتنع.

وروى يحيى بن (٤) آدم عن أبي بكر (٥): {رِأِى القمر}: بكسر الراء والهمزة معًا، أما وجه كسر الراء فقد ذكرنا، وأما إمالة فتحة الهمزة مع


(١) في (ش): (ذكرنا).
(٢) في (أ): (رما، ورعا). وكذلك جاء في بعض نسخ "الحجة" لأبي علي ٣/ ٣٣٠.
(٣) أبو بكر بن عياش بن سالم الأسدي الحفاظ الكوفي، مشهور بكنيته، مختلف في اسمه، فقيل: كنيته هي اسمه، وقيل: اسمه شعبة، وهو إمام فاضل عابد ثقة مقرئ أتقن قراءة عاصم وعرض القرآن عليه ثلاث مرات، توفي سنة ١٩٤هـ، أو قبلها، وله نحو ١٠٠ سنة.
انظر: "الحلية" ٨/ ٣٠٣، و"سير أعلام النبلاء" ٨/ ٤٩٥، و"معرفة القراء" ١/ ١٣٤، و"ميزان الاعتدال" ٦/ ١٧٣، و"غاية النهاية" ١/ ٣٢٥، و"تهذيب التهذيب" ٤/ ٤٩٢.
(٤) يحيى بن آدم بن سليمان الأموي أبو زكريا الكوفي إمام فاضل حافظ ثقة مقرئ فقيه من أوعية العلم، وله كتب جيدة توفي سنة ٢٠٣ هـ، وله نحو ٧٣ سنة.
انظر: "طبقات ابن سعد" ٦/ ٤٠٢، و"الجرح والتعديل" ٩/ ١٢٨، و"سير أعلام النبلاء" ٩/ ٥٢٢، و"تذكرة الحفاظ" ١/ ٣٥٩، و"غاية النهاية" ٢/ ٢٦٣، و"تهذيب التهذيب" ٤/ ٣٣٧.
(٥) في "الحجة" لأبي علي ٣/ ٣٣١: (روى يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش عن عاصم).

<<  <  ج: ص:  >  >>