للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من ذرية إبراهيم) (١).

٨٦ - وقوله تعالي: {وَالْيَسَعَ} وقرأ حمزة (٢) والكسائي (والليسع) بتشديد اللام، والمعنى واحد في أنه اسم لنبي معروف، واللام الواحدة أشهر في اسمه.

قال الزجاج: (يقال فيه: اليسع والليسع بتشديد اللام وتخفيفه) (٣).

قال الفراء (٤): (والتشديد أشبه بأسماء العجم من الذين يقولون: اليسع ولا تكاد العرب تُدخل الألف واللام فيما لا يجري مثل: يزيد ويعمر، فإن أدخلت أدخلت للمدح بتفخيم الاسم على طريق النادر، وأنشد:

وَجَدْنَا الوليد بن اليزيد مباركا ... شديدًا بأعباء الخِلافِة كاهِله) (٥)


(١) هذا اختيار الجمهور ومنهم الطبري ٧/ ٢٦٠، والبغوي ٣/ ١٦٥، وابن عطية ٥/ ٢٦٩، وقال ابن كثير في "تفسيره" ٢/ ١٧٣: (عود الضمير إلى نوح لأنه أقرب مذكور ظاهر لا إشكال فيه، وعوده إلى إبراهيم لأنه الذي سيق الكلام من أجله حسن، لكن يشكل عليه لوط فإنه ليس من ذرية إبراهيم، اللهم إلا أن يقال: إنه داخل في الذرية تغليبًا) ا. هـ. ملخصًا، وانظر: ابن الجوزي ٣/ ٧٩، والرازي ١٣/ ٦٤، والخازن ٢/ ١٥٥.
(٢) قرأ حمزة والكسائي (والليسع) بلامين الأولى ساكنة والثانية مفتوحة مشددة وسكون الياء، وقرأ الباقون بلام واحدة ساكنة وفتح الياء.
انظر: "السبعة" ص ٢٦٢، و"المبسوط" ص ١٧١، و"التذكرة" ٢/ ٤٠٤، و"التيسير" ص ١٠٤، و"النشر" ٢/ ٢٦٠.
(٣) "معاني القرآن" ٢/ ٢٦٩.
(٤) "معانى الفراء" ١/ ٣٤٢.
(٥) البيت لابن ميادة الرماح بن أبرد، وقد سبق الكلام عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>