للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أيضًا: سيل وسوائل، كما يقال في جمع سائلة، فلما كان مثلها أجراه مجراها، وعلى هذا قالوا: الفضل في اسم رجل، كأنهم جعلوه الشيء الذي هو خلاف النقص. والآخر: أن يكون تيمي وتيم كزنجي وزنج ويهوديّ ويهودٍ، وفي التنزيل {وَقَالَتِ الْيَهُودُ} [البقرة: ١١٣] فاليهود إنما هو جع يهودي ولو لم يكن جمعًا لم تدخل (١) اللام؛ لأن يهود جرت عندهم اسمًا للقبيلة، وعلى هذا ينشد (٢):

فَرَّتْ يَهُودُ وأسْلَمَتْ جيِرانَها ... صَمِّي لِمَا فَعَلتْ يَهُودُ صَمَامِ

وفي حديث القسامة (٣): "تقسم (٤) يهود" (٥).


(١) في (ش): (يدخل).
(٢) الشاهد: للأسود بن يعفر النهشلي شاعر جاهلي. في "ديوانه" ص ٦١، و"مجالس ثعلب" ص ٥٢١، و"كتاب الشعر" ١/ ٤، و"العسكريات" ص ١٤٤، و"المستقصى" للزمخشري ٢/ ١٤٤، و"اللسان" ٤/ ٢٥٠٢ (صمم)، وصمى: زيدي، وصمام: اسم للداهية الشديدة، وهو مثل يضرب للداهية تقع فتستفظع. انظر: "جمهرة الأمثال" ١/ ٤٧٥، و"مجمع الأمثال" ١/ ٤٩٨.
(٣) القسامة: مصدر أقْسَمَ بمعنى حَلَف، وهي الأيمان المكررة في دعوى القتل. انظر: "المغني" لابن قدامة ١٢/ ١٨٨.
(٤) في (ش): (يقسم) بالياء.
(٥) حديث القسامة متفق عليه، أخرجه البخاري (٦٨٩٨)، كتاب الديات، باب: القسامة، ومسلم (١٦٦٩ - ١٦٧٠)، بألفاظ مختلفة، وملخص الحديث: (أن عبد الله بن سهل الأنصاري وجد مقتولًا في خيبر فاتهموا اليهود في قتله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أتحلفون وتستحقون دم صاحبكم" قالوا: لا. قال: "فتحلف لكم يهود" قالوا: ليسوا بمسلمين، فكره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يبطل دمه فعقله من عند).
والشاهد في الحديث والبيت: لفظ: يهود، حيث لم يصرف على أنه علم للقبيلة، وانظر: شرح الحديث في "شرح مسلم" للنووي ١١/ ١٤٣، و"فتح الباري" ١٢/ ٢٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>