للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا} قال ابن عباس: (يريد: مالاً تعطونيه) (١)، وقال [الكلبي] (٢): (جعلًا على القرآن ولا رزقًا) (٣)، {إِنْ هُوَ} يعني: القرآن {إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ} قال ابن عباس: (يريد: موعظة للخلق أجمعين) (٤) فالقرآن هو المذكر بكل ما يحتاج إليه العباد في دينهم من حجة بيّنة وموعظة بليغة (٥). قال أهل المعاني: (قوله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا} مما أمر به من هدى النبيين والاقتداء بهم في ذلك، وذلك أن من الاقتداء بالنبيين ترك طلب الأجر من الناس على دعائهم إلى الله عز وجل وتبيين طريق الحق لمن التمسه، فكأنه يقول: فبهدى الأنبياء حيث لم يسألوا أجرًا اقتد و {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا} (٦). كما قالوا) (٧).


= و"الكشف" ١/ ٤٣٨، وقال الأزهري في "معاني القراءات" ١/ ٣٧٠، في توجيه قراءة ابن عامر: (جعلها اسمًا ولم يجعلها هاء السكت؛ لأنها لو كانت عنده هاء السكت ما جرها، والمعنى: فبهداهم اقتد اقتداء، وهو مذهب حسن في اللغة) اهـ.
(١) لم أقف عليه. وأخرج ابن أبي حاتم في "تفسيره" ٤/ ١٣٤٠ بسند ضعيف عنه قال: (يقول: لا أسألكم على ما أدعوكم إليه عرضا من عرض الدنيا) اهـ، وذكره السيوطي في "الدر" ٣/ ٥٣.
(٢) لفظ: (الكلبي) ساقط من (أ).
(٣) انظر: "تنوير المقباس" ٢/ ٤٠.
(٤) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ٧٩، وفي "تنوير المقباس" ٢/ ٤٠ نحوه.
(٥) انظر: "تفسير الرازي" ١٣/ ٧٢، والخازن ٢/ ١٥٧، والقاسمي ٦/ ٦١٩.
(٦) جاء في (ش): تكرار قوله (اقتد وقيل لا أسألكم عليه أجرًا).
(٧) انظر: الرازي ١٣/ ٧٢، والخازن ٢/ ١٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>