للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ} قال ابن عباس: (يريد: ملائكة العذاب {بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ} بمقامع من الحديد) (١) , وقال الحسن (٢) والضحاك: ({بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ} بالعذاب).

قال الضحاك: ({بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ}: يضربونهم ويعذبونهم، كما يقال: بسط إليه يده بالمكروه) (٣)، وقال مجاهد: ({بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ} بالضرب يضربون وجوههم وأدبارهم) (٤)، قال الفراء: (ويقال: {بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ} لإخراج أنفس الكفار) (٥).

وقوله تعالى: {أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ} قال الفراء والزجاج: (أي: يقولون: {أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ}) (٦)، قال الفراء: (وإذا طرحت من مثل هذا الكلام أن ففيه القول مضمر) (٧)، وذكر أبو إسحاق في معنى: {أَخْرِجُوا


(١) لم أقف عليه بهذا اللفظ، وأخرج الطبري في "تفسيره" ٧/ ٢٧٥، وابن أبي حاتم ٤/ ١٣٤٨ بسند جيد عن ابن عباس، قال: (البسط: الضرب، يضربون وجوههم وأدبارهم) اهـ، وذكره السيوطي في "الدر" ٣/ ٨٥.
(٢) ذكره الماوردي في "تفسيره" ١/ ٥٤٥، وابن الجوزي ٣/ ٨٧، وأبو حيان في "البحر" ٤/ ١٨١.
(٣) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٧/ ٢٧٥، وابن أبي حاتم ٤/ ١٣٤٨ بسند ضعيف عن الضحاك نحوه، وذكره السيوطي في "الدر" ٣/ ٨٥.
(٤) لم أقف عليه عن مجاهد.
(٥) "معاني الفراء" ١/ ٣٤٥، وقال ابن عطية ٥/ ٢٨٨ في تفسير الآية: ({بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ} كناية عن مدها بالمكروه، وهو لا محالة أوائل العذاب وأماراته. وأما البسط لمجرد قبض النفس فإنه يشترك فيه الصالحون والكفرة) ا. هـ. بتصرف
(٦) لا يوجد هذا التقدير عن الفراء في "معانيه"، ولعله مفهوم من كلامه، وانظر: "معاني الأخفش" ٢/ ٢٨٢.
(٧) "معاني الفراء" ١/ ٣٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>