للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لقاءه" (١)، وذلك يكون عند نزع الروح، وقد بُيّن ذلك في هذا الخبر، فهؤلاء الكفار [تُكرههم] (٢) الملائكة على نزع الروح ويقولون لهم: أخرجوا أنفسكم كرهًا).

والوجه الثاني الذي ذكره أبو إسحاق قال: (وجائز أن يكون المعنى: خلصوا أنفسكم، أي: لستم تقدرون على الخلاص) (٣)، ومعنى هذا الكلام أنهم يقولون لهم: أخرجوا أنفسكم من العذاب على جهة التوبيخ، وهذا قول الحسن (٤)، وجائز أن يكون هذا القول منهم للكفار في نار جهنم، وقد (٥) غشيتهم شدائد هي كغمرات الموت، والملائكة يقولون لهم على جهة التوبيخ: {أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ} من هذا العذاب (٦)، وجواب (لو) هنا مضمر، أي: لرأيت عجبًا أو لرأيت أمرًا فظيعًا (٧).


(١) حديث متفق عليه أخرجه البخاري في "صحيحه" (٦٥٠٧)، ومسلم (٦٥٠٨)، (٢٦٨٣ - ٢٦٨٦)، البخاري في كتاب الرقاق، ومسلم في كتاب الذكر والدعاء، كلاهما في باب: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، من عدة طرق عن عبادة بن الصامت وعائشة وأبي موسى الأشعري رضي الله عنهم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه" اهـ.
(٢) في (أ): (يكرههم) بالياء.
(٣) "معاني الزجاج" ٢/ ٢٧٢.
(٤) ذكره هود الهواري في "تفسيره" ١/ ٥٤٥، والماوردي ٢/ ١٤٥، وابن الجوزي ٣/ ٨٧.
(٥) في (أ): تكرار لفظ (قد).
(٦) هذا قول الحسن البصري كما ذكرنا في المصادر السابقة، وانظر: "تفسير ابن عطية" ٥/ ٢٨٨.
(٧) أعاد المؤلف رحمه الله تعالى ذكره مرة أخرى فقد سبق بيانه في ص ٣٣٣، وقال =

<<  <  ج: ص:  >  >>