للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا روى عكرمة عنه قال: (المستقر: الذي قد خُلق واستقر في الرحم, والمستودع: الذي قد استودع في الصلب مما لم يخلق بعد) (١). وقال الوالبي (٢) والضحاك عنه: (المستقر في الرحم، والمستودع ما استودع في أصلاب الرجال والدواب) (٣).

وقال سعيد بن جبير: ({فَمُسْتَقَرٌّ} في بطون الأمهات {وَمُسْتَوْدَعٌ}: في أصلاب الآباء، قال: وقال لي ابن عباس: أتزوجتَ يا ابن جبير؟ قلت: لا، وما أريد ذلك يومي هذا. قال: فضرب ظهري، وقال: أما أنه مع ذاك ما كان من مستودع في ظهرك فسيخرج) (٤).

وأكثر أهل التفسير والمعاني: على أن المستقر والمستودع في الأصلاب والأرحام (٥) وقد أحسن أبو علي شرح الحرفين كل الإحسان,


(١) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٧/ ٢٩٠، وابن أبي حاتم ٤/ ١٣٥٥ عن عكرمة عن ابن عباس.
(٢) الوالبي هو: علي بن أبي طلحة. والأثر عنه أخرجه الطبري في "تفسيره" ٧/ ٢٨٩، وابن أبي حاتم ٤/ ١٣٥٧ بسند جيد.
(٣) لم أقف عليه من رواية الضحاك، وقد أخرجه الطبري في "تفسيره" ٧/ ٢٨٩ بسند ضعيف عن الضحاك من قوله. وقال ابن أبي حاتم في "تفسيره" ٤/ ١٣٥٧ روى عن الضحاك عن ابن عباس قال: (المستودع: المكان الذي تموت فيه) اهـ.
(٤) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٧/ ٢٨٨ - ٢٨٩، والواحدي في "الوسيط" ١/ ٨٨ من عدة طرق جيدة.
(٥) قال النحاس في "إعراب القرآن" ١/ ٥٦٨: (أكثر أهل التفسير يقولون: المستقر ما كان في الرحم، والمستودع ما كان في الصلب)، وهو قول الفراء في "معانيه" ١/ ٣٤٧، ونحوه قال أبو عبيدة في "مجاز القرآن" ١/ ٢٠١، واليزيدي في "غريب القرآن" ص ١٤٠، وابن قتيبة في "تفسير غريب القرآن" ص ١٥٧، وقال ابن كثير في "تفسيره" ٢/ ١٧٨: (وهذا القول أظهر والله أعلم) ا. هـ، وانظر: "تفسير ابن عطية" ٥/ ٢٩٨، والقرطبي ٧/ ٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>