للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وذكر الفراء (١) وأبو إسحاق (٢) في نصب (الجن) وجهين: (أحدهما: أن يكون الجن مفعولاً فيكون المعنى: وجعلوا لله الجن شركاء، ويكون الشركاء مفعولاً ثانياً. والثاني (٣): أن يكون الجن بدلاً من الشركاء ومفسراً للشركاء) (٤).

وقوله تعالى: (وَخَلَقَهُمْ) يجوز أن تعود الكناية على هؤلاء الذين جعلوا لله شركاء، والمعنى: وجعلوا لله الذي خلقهم شركاء لا يخلقون، ويجوز أن تعود الكناية على الجن، فيكون المعنى: والله خلق الجن، فكيف يكون الشريك لله عز وجل، المحدث الذي لم يكن ثم كان (٥).

وقوله تعالى {وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ}، قال المفسرون (٦): (يعني: كفار العرب الذين قالوا: الملائكة بنات الله). قال ابن عباس: يريد: افتعلوا له بنين وبنات) (٧).


(١) "معاني الفراء" ١/ ٣٤٨.
(٢) "معاني الزجاج" ٢/ ٢٧٧، وانظر: "معاني الأخفش" ٢/ ٢٨٣.
(٣) جاء في (ش): (والثاني أن يكون الجن بدلاً من الشركاء، ويكون الشركاء مفعولًا ثانيًا)، ثم ذكر الوجه الثاني على الوجه الصحيح، وهو تكرار وتداخل.
(٤) انظر: "إعراب النحاس" ١/ ٧٥٠، و"المشكل" ١/ ٢٦٤، و"الدر المصون" ٥/ ٨٣.
(٥) هذا قول الزجاج في "معانيه" ٢/ ٢٧٧، وانظر: "معاني النحاس" ٢/ ٤٦٥.
(٦) قال ابن عطية في "تفسيره" ٥/ ٣٠٣: (الذين خرقوا البنين اليهود في ذكر عزير والنصارى في ذكر المسيح، وأما ذاكروا البنات فالعرب الذين قالوا للملائكة بنات الله، فكأن الضمير في (جعلوا) (وخرقوا) لجميع الكفار، إذ فعل بعضهم هذا) ا. هـ، وانظر: "تفسير الرازي" ١٣/ ١١٦، و"الفتاوى" ١٧/ ٢٧١.
(٧) أخرج الطبري في "تفسيره" ٧/ ٢٩٧، وابن أبي حاتم ٤/ ١٣٦٠ بسند جيد عن ابن عباس قال: (يعني: أنهم تخرصوا)، وأخرجا عنه بسند ضعيف قال: (جعلوا له بنين وبنات بغير علم) ا. هـ، وذكر السيوطي في "الدر" ٣/ ٦٨, أنه روي عن ابن عباس أنه قال: (وصفوا لله بنين وبنات افتراء عليه) ا. هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>