للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا يؤمنون، لأنه إذا قال القائل: إن زيداً لا يؤمن، فقلت: وما يدريك أنه لا يؤمن، كانت المعنى: انه يؤمن، وإذا كان كذلك كان عذرًا لمن نفى الإيمان عنه، وليس المراد في الآية عذرهم وأنهم يؤمنون (١)، ألا ترى أن الله سبحانه قد أعلمنا في الآية الثانية أنهم لا يؤمنون بقوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا} إلى قوله: {مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الأنعام: ١١١] وقرأ الباقون (أنها) بالفتح.

قال الخليل: (هي بمنزلة قول العرب: أئت السوق أنك تشتري لنا شيئًا، أي: [لعلك] (٢) فكأنه قال: لعلها إذا جاءت لا يؤمنون) (٣)، انتهى كلامه. وأن بمعنى (٤) لعل كثير في كلامهم كقوله (٥):


(١) هذا شرح لأبي علي في "الحجة" ٣/ ٣٧٨، وقال السمين في "الدر" ٣/ ١٠٢: (وقد شرح الناس قول الخليل وأوضحوه فقال الواحدي وغيره)، ثم ذكر هذا الشرح، وانظر: "تفسير الرازي" ١٣/ ١٤٥.
(٢) في (ش): (لعل).
(٣) "الكتاب" ٣/ ١٢٣.
(٤) من معاني أن المشددة المفتوحة أنها تكون بمعنى لعل عند الأكثر. انظر: "حروف المعاني" ص ٥٧، و"معاني الحروف" ص ١١٢، و"الصاحبي" ص ١٧٦، و"رصف المباني" ص ٢٠٧، و"مغني اللبيب" ١/ ٤٠.
(٥) الشاهد مختلف في نسبته، وهو لحاتم الطائي في "ديوانه" ص ٤٥، ولمعن بن أوس المزني في "ديوانه" ص ٨٠، ولدريد بن الصمة الجشمي في "ملحق ديوانه" ص ١١٦، والطبري ٧/ ٣١٣، والثعلبي ص ١٨٢/ ب، ولحطائط بن يعفر النهشلي في "مجاز القرآن" ١/ ٥٥، و"الحماسة" لأبي تمام ٢/ ٣٥٨، و"عيون الأخبار" ٣/ ١٨١، و"الشعر والشعراء" ص ١٤٧، ١٥٧ - ١٥٨، والطبري ٣/ ٧٨، و"الحجة" لأبي علي ٢/ ٢٢٥، و"الدر المصون" ٢/ ١١٧، وذكر في "اللسان" ١/ ١٥٨، أنن، نسبته إلى هؤلاء، وهو بلا نسبة في "الإبدال" لابن السكيت ص٨٥، و"أمالي القالي" ٢/ ٧٩، و"سر صناعة الإعراب" ١/ ٢٣٦، والرازي =

<<  <  ج: ص:  >  >>