للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن الأنباري: (أقسم الكافرون أن الآية متى [أنزلت] (١) آمنوا بها، فقدر المؤمنون أن هذا القول صحيح منهم، فدلهم جل اسمه على أن قولهم ليس بحقٍّ، وأنه لو أحضرهم هؤلاء الآيات التي عددها ما كانوا ليؤمنوا ويعترفوا بصحة ما يشاهدون منها، إلا أن يهديهم إلى ذلك، ويسهل عليهم تبين الآيات وقبولها، وهو معنى قوله {إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}) (٢)، وهذا نص في تكذيب القدرية (٣).

وقوله تعالى: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ} قال ابن عباس: (يجهلون الحق أنه من الله) (٤). وقيل: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ} أنهم لو أتوا بكل آية ما آمنوا (٥).


= فأخبره الله تعالى أنه لا يؤمن إلا من سبقت له من الله السعادة في الذكر الأول، ولا يضل إلا من سبقت له من الله الشقاوة في الذكر الأول، ثم قال لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [الشعراء: ٣] ا. هـ
وأخرج الطبري في "تفسيره" ٨/ ١، وابن أبي حاتم ٣/ ١٠٣ أ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص ١٠٥ بسند جيد عنه قال: ({مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا} وهم أهل الشقاء {إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} وهم أهل السعادة الذي سبق لهم في علمه أن يدخلوا في الإيمان) اهـ.
(١) في (ش): (نزلت).
(٢) لم أقف عليه. وانظر: "معاني الزجاج" ٢/ ٢٨٤.
(٣) انظر: "تفسير الرازي" ١٣/ ١٥١، و"البحر المحيط" ٤/ ٢٦، وقال ابن عطية في "تفسيره" ٥/ ٣٢٠: (وهذا يتضمن الرد على المعتزلة في قولهم بالآيات التي تضطر الكفار إلى الإيمان) ا. هـ
(٤) "تنوير المقباس" ٢/ ٥٣.
(٥) ذكره أكثر المفسرين. انظر: "تفسير السمرقندي" ١/ ٥٠٨، والماوردي ٢/ ١٥٧، وابن الجوزي ٣/ ١٠٧، والرازي ١٣/ ١٥١، والقرطبي ٧/ ٦٧، و"البحر المحيط" ٤/ ٢٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>