للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الحسن (١): (الآية عامة [في كل مؤمن وكافر، ولم تنزل في مؤمن وكافر مخصوصين)، وهو قول الزجاج: (يجوز أن تكون هذه الآية (٢) عامة] لكل من هداه الله، ولكل من أضله، فاعلم أن مثل المهتدي مثل الميت الذي أُحيي، وجُعل مستضيئًا في الناس بنور الحكمة والإيمان, ومثل الكافر مثل من هو في الظلمات الذي لا يتخلص منها) (٣).

وقوله تعالى: {كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}. قال ابن عباس: (يريد: زين الشيطان لهم عبادة الأصنام) (٤). وأما وجه التشبيه في قوله: {كَذَلِكَ} فالمعنى: زين لهم الكفر فعملوه كما زين لأولئك الإيمان, فشبهت حال هؤلاء في التزيين بحال أولئك فيه (٥).

وقال أبو إسحاق: (موضع الكاف رفع، المعنى: مثل ذلك الذي قصصنا عليك زين للكافرين عملهم) (٦).


(١) ذكره الماوردي ٢/ ١٦٣، والواحدي في "الوسيط" ١/ ١١٢، وابن الجوزي ٣/ ١١٦.
(٢) ما بين المعقوفين ساقط من (ش).
(٣) "معاني الزجاج" ٢/ ٢٨٨، وهذا القول هو الراجح، فالآية عامة يدخل فيها كل مؤمن وكافر، وهو اختيار القرطبي في "تفسيره" ٧/ ٧٨، وابن كثير ٢/ ١٩٢، وقال النحاس في "معانيه" ٢/ ٤٨٣: (الذي يوجب المعنى أن يكون عامًّا إلا أن تصح فيه رواية). اهـ. وقال الرازي في "تفسيره" ١٣/ ١٧٣: (الحق أن الآية عامة؛ لأن المعنى إذا كان حاصلًا في الكل كان التخصيص محض تحكم، إلا إذا قيل: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن مراد الله تعالى من هذه الآية العامة فلان بعينه". اهـ ملخصًا.
(٤) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ١١٣، والبغوي في "تفسيره" ٣/ ١٨٥.
(٥) انظر: "تفسير الطبري" ٨/ ٢٤، والسمرقندي ١/ ٥١١، وابن عطية ٥/ ٢٣٧.
(٦) ذكره السمين في "الدر" ٥/ ١٣٤، وقال الزجاج في "معانيه" ٢/ ٢٨٨، عند قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ} (موضع الكاف نصب معطوفة على ما قبلها =

<<  <  ج: ص:  >  >>