للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الزجاج: (ويجوز أن يكون الجنة سميت دار السلام؛ لأنها دار السلامة [الدائمة التي لا تنقطع) (١). وعلى هذا السلام جمع سلامة أو بمعنى السلامة (٢)]. كما قيل: لذَاذ ولذَاذة ورضاع ورضاعة (٣)، كأنه دار السلام التي لا يلقون في حلولها عنتًا ولا تعذيبًا، وسنذكر زيادة بيان في معنى السلام في قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ} [يونس: ٢٥] إن شاء الله.

وقوله تعالى: {عِنْدَ رَبِّهِمْ} أي: مضمونة لهم عند ربهم حتى يوصلهم (٤) إليها (٥).


(١) "معاني الزجاج" ٢/ ٢٩١، وذكر نحوه النحاس في "معانيه" ٢/ ٤٨٨.
(٢) ما بين المعقوفين ساقط من (ش).
(٣) قال ابن قتيبة في "تفسير غريب القرآن" ص ٦: (يرى أهل النظر من أصحاب اللغة أن السلام بمعنى السلامة، كما يقال: الرَّضاع والرضاعة واللَّذاذُ واللَّذاذة، فسمى نفسه جل ثناؤه: سلامًا؛ لسلامته مما يلحق الخلق من العيب والنقص والفناء والموت) اهـ.
ومثله ذكر الزجاجي في "اشتقاق أسماء الله" ص ٢١٥. وقال ابن القيم في "بدائع التفسير" ٢/ ١٨٠ - ١٨١: (في إضافتها إلى السلام ثلاثة أقوال: أحدها: أنها إضافة إلى مالكها السلام سبحانه. الثاني: أنها إضافة إلى تحية أهلها، فإن تحيتهم فيها سلام. الثالث: أنها إضافة إلى معنى السلامة، أي: دار السلامة من كل آفة ونقص وشر. والثلاثة متلازمة، وإن كان الثالث أظهرها، فإنه لو كانت الإضافة إلى مالكها لأضيفت إلى اسم من أسمائه غير السلام، ولم يعهد ذلك في القرآن، فالأولى حمل الإضافة على المعهود في القرآن، وإضافتها إلى معنى السلامة أولى؛ لأنه أكمل أوصافها المقصودة على الدوام التي لا يتم النعيم إلا به). اهـ. ملخصًا.
(٤) في (ش): (توصلهم)، وهو تصحيف.
(٥) انظر. "تفسير الماوردي" ٢/ ١٦٧، وابن الجوزي ٣/ ١٢٢، والرازي ١٣/ ١٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>