للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اللفظ -والله أعلم- هو قبول الإنس من الجن ما كانوا يغوونهم به؛ لقوله: {اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ} ومن كان يقول من الإنس: أعوذ بالجن فقليل) (١).

وقوله تعالى: {وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا} يعني: الموت، في قول الحسن (٢) والسدي (٣)، وأكثر المفسرين (٤) وقيل: هو البعث والحشر (٥).


(١) "معاني الزجاج" ٢/ ٢٩١، وهو اختيار النحاس أيضًا في "معانيه" ٢/ ٤٩٠، و"إعراب القرآن" ٢/ ٥٨٠، والظاهر أن الآية عامة، وأن ما ذكر من باب التمثيل، وهو اختيار شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في "الفتاوى" ١٣/ ٨٠ - ٨٩، قال في تفسير الآية: (الاستمتاع بالشيء هو أن يتمتع به فينال به ما يطلبه ويريده ويهواه، ويدخل في ذلك استمتاع الرجال بالنساء، والذكور بالذكور، والإناث بالإناث، والاستمتاع بالاستخدام وأئمة الرياسة كما يتمتع الملوك والسادة بجنودهم وممالكيهم والاستمتاع بالأموال، وفي الجملة استمتاع الإنس بالجن والجن بالإنس يشبه استمتاع الإنس بالإنس، واتباع الهوى هو استمتاع من صاحبه بما يهواه، وقد وقع في الإنس والجن هذا كله) اهـ. ملخصًا.
وقال أبو حيان في "البحر" ٤/ ٢٢٠: (وجوه الاستمتاع كثيرة تدخل هذه الأقوال كلها تحتها، فينبغي أن يعتقد في هذه الأقوال أنها تمثيل في الاستمتاع لا حصر في واحد منها) اهـ.
(٢) ذكره الماوردي ٢/ ١٦٨، وابن الجوزي ٣/ ١٢٤، عن الحسن والسدي.
(٣) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٨/ ٣٤ بسند جيد.
(٤) قال أبو حيان في "البحر" ٤/ ٢٢٠: (هذا قول الجمهور وابن عباس والسدي وغيرهما). اهـ. وهو قول الطبري في "تفسيره" ٨/ ٣٤، والسمرقندي ١/ ٥١٣.
(٥) ذكر هذا القول الماوردي في "تفسيره" (٢/ ١٦٨، وابن الجوزي ٣/ ١٢٤، وهو قول البغوي في "تفسيره" ٣/ ١٨٨، والزمخشري ٢/ ٥٠.
وقال ابن القيم كما في "بدائع التفسير" ٢/ ١٨٢ - ١٨٣ في الآية: (هذا يتناول أجل الموت وأجل البعث، فكلاهما أجل الله تعالى لعباده، وكأن هذا -والله أعلم- إشارة منهم إلى نوع استعطاف وتوبة، فكأنهم يقولون: هذا أمر كان إلى وقت =

<<  <  ج: ص:  >  >>