للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ} يقال: عَرَّشْتُ (١) الكرم أَعْرِشُه عَرْشًا، وعَرَشْتُه تَعْرِيشًا إذا عطفت العيدان التي تُرسل عليها قُضبان الكَرْم، والواحد عَرْش، والجميع عُروش، ويقال: عَرِيش، وجمعه عُرُشٌ، واعْتَرشَ العِنَبُ العَريشَ اعْتِراشًا إذا عَلاه (٢). قال ابن عباس: (يريد: ما يعرش من الكروم. {وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ} يريد: أن كثيراً من الأعناب لا يُعرش) هذا قوله في رواية عطاء (٣) وهو قول الضحاك (٤) والفراء (٥): (إن المعروشات وغير المعروشات كلاهما الكرم خاصّة، منه ما عُرش، ومنه ما لا يُعرش).

وروي عن ابن عباس أيضًا أنه قال: ({مَعْرُوشَاتٍ} ما انبسط على وجه الأرض، وانتشر مما يعرش، مثل: الكروم والقرع والبطيخ، {وَغَيْرَ


(١) انظر: "العين" ١/ ٢٤٩، و"الجمهرة" ٢/ ٧٢٨، و"الصحاح" ٣/ ١٠٠٩، و"المجمل" ٣/ ٦٥٨، و"المفردات" ص ٥٥٨، و"اللسان" ٥/ ٢٨٨٢ (عرش).
(٢) النص في "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٣٩٢ (عرش).
(٣) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٨/ ٥٢، رقم ١٣٩٥٨ بسند ضعيف، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس، وهو في "تفسير عطاء الخراساني" ص ٨٨، رقم ٢٠٨، وذكره السيوطي في "الدر" ٣/ ٩٢، وقال: (أخرجه أبو الشيخ، عن ابن عباس، وأخرج من وجه آخر عن ابن عباس (معروشات) قال: الكرم خاصة) ا. هـ، وعلق البخاري في "صحيحه" ٨/ ٢٨٧، في كتاب تفسير القرآن، سورة الأنعام، عن ابن عباس قال: ((معروشات) ما يعرش من الكرم وغير ذلك) ا. هـ، وقال الحافظ بن حجر في "فتح الباري" ٨/ ٢٨٧، والعيني في "عمدة القارئ" ١٥/ ١٤٣: (وصله ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: ({مَعْرُوشَاتٍ} ما يعرش من الكرم، {وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ} ما لا يعرش) ا. هـ.
(٤) ذكره الثعلبي في "تفسيره" ص ١٨٥ أ، والبغوي ٣/ ١٩٥، وابن الجوزي ٣/ ١٣٥.
(٥) "معاني القرآن" ١/ ٣٥٩ وقال الزجاج في "معانيه" ٢/ ٢٩٦: (ومعنى المعروشات ههنا: الكروم) اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>