للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإسراف) (١)، وهذا كله على الأصل الذي ذكره ابن الأعرابي، وقال الزهري: (معناه: لا تنفقوا في معصية الله) (٢)، قال مجاهد: (لو كان أبو قبيس (٣) ذهبًا فأنفقه رجل في طاعة الله لم يكن مسرفًا , ولو أنفق درهمًا في معصية الله كان مسرفًا) (٤)، وهذا المعنى أراد حاتم الطائي (٥) حين قيل له: لا خير في السرف، فقال: (لا سرف في الخير) (٦)، وهذا على الأصل الثاني في معنى السرف، وذلك أن من أنفق في معصية، فقد أنفق فيما لا يجدي عليه (٧).


= سنة ١٢٢ هـ، وله ٧٦ سنة. انظر: "حلية الأولياء" ٣/ ١٢٣، و"وفيات الأعيان" ١/ ٢٤٧، و"سير أعلام النبلاء" ٥/ ١٥٥، و"تهذيب تاريخ ابن عساكر" ٢/ ١٧٨.
(١) أخرجه الطبري ٨/ ٦١، وذكره الثعلبي ص ١٨٥ أ، والبغوي ٣/ ١٩٦، والقرطبي ٧/ ١١٠، وأبو حيان في "البحر" ٤/ ٢٣٨، والسيوطي في "الدر" ٣/ ٩٤.
(٢) ذكره الثعلبي ص ١٨٥ أ، والبغوي ٣/ ١٩٦، وابن الجوزي ٣/ ١٣٦، والرازي ١٣/ ٢١٤، والخازن ٢/ ١٩١، وأبو حيان في "البحر" ٤/ ٢٣٨.
(٣) أبو قبيس، بضم القاف، وفتح الباء، وسكون الياء، بلفظ التصغير: اسم الجبل المشرف على مكة من جهة الصفا. انظر: "معجم البلدان" ١/ ٨٠.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" ٥/ ١٣٩٩ بسند جيد، وذكره السمرقندي في "تفسيره" ١/ ٥١٩، والثعلبي ص ١٨٥/ أ، والبغوي ٣/ ١٩٦.
(٥) حاتم بن عبد الله بن سعد الطائي، أبو عدي، فارس جاهلي وشاعر مشهور بجوده وخلقه وسماحته، ويضرب المثل بجوده، يتميز شعره بالإشادة بالسخاء والحكم الجميلة، توفي في السنة الثامنة بعد مولد النبي - صلى الله عليه وسلم -. انظر: "الشعر والشعراء" ص ١٤٣، و"تهذيب تاريخ ابن عساكر" ٣/ ٤٢٤، و"الأعلام" ٢/ ١٥١.
(٦) ذكره الثعلبي في "الكشف" ١٨٥ أ، والرازي ١٣/ ٢١٤، والقرطبي ٧/ ١١٠.
(٧) والظاهر أن الخطاب عام، والمتبادر من الآية النهي عن تجاوز الحد في الإنفاق وفي الأكل والشرب، والمسلم مطالب بالبعد عن الحرام أصلاً وليس بالإسراف فيه فقط، وهذا هو اختيار الطبري في "تفسيره" ٨/ ٦١، والنحاس في "ناسخه" =

<<  <  ج: ص:  >  >>