للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بعدها، قال: وإنما جعلها ثمانية وهي أربعة؛ لأنه أراد ذكرًا وأنثى من كل صنف، فالذكر زوج، والأنثى زوج، يقع على الواحد وعلى الاثنين (١)، ألا ترى أنك تقول للرجل: زوج وهو واحد، وللمرأة زوج وهي واحدة، وقال الله تعالى: {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} [النجم: ٤٥]) (٢).

وقوله تعالى: {مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ} يعني: الذكر والأنثى، والضأن: ذوات الصوف من الغنم (٣).

قال الزجاج: (وهي جمع ضائن وضائنة مثل: تاجرٍ وتَجرٍ) (٤)، وتجمع الضأن أيضًا (٥): الضِّئين والضَّئين بالكسر والفتح (٦).


(١) قال ابن الأنباري في "الأضداد" ص ٣٧٣ - ٣٧٥: (من ادعى أن الزوج يقع على الاثنين، فقد خالف كتاب الله جل وعز، وجميع كلام العرب إذ لم يوجد فيهما شاهد له، ولا دليل على صحة تأويله. وإنما يقال للاثنين: زوجان، قال الله عز وجل {ثمانية أزواج} الآية فكان المعنى: ثمانية أفراد أنشأ من الضأن اثنين، وكذلك ما بعدهما، فالأزواج معناها: الأفراد لا غير) ا. هـ ملخصًا. وانظر: "المذكر والمؤنث" لابن الأنباري ١/ ٥١٥ - ٥١٧، و"الزاهر" ٢/ ١٩٨
(٢) "تأويل مشكل القرآن" ص ٣٣٩ - ٣٤٠، وانظر: "معاني الأخفش" ٢/ ٢٨٩، و"تهذيب اللغة" ٢/ ١٥٧٥، و"اللسان" ٣/ ١٨٨٥ مادة (زوج). وقد ذكر الأخفش في "معانيه" والطبري في "تفسيره" ٨/ ٦٥: (أنه يقال للاثنين: هما زوج).
(٣) انظر: "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٠٨٣.
(٤) "معاني الزجاج" ٢/ ٢٩٩، وفيه: (والضأن: جمع ضائن وضَأن مثل تاجر وتَجْر).
(٥) لفظ: (أيضاً) ساقط من (أ).
(٦) أي: بكسر الضاد وفتحها، قال القرطبي في "تفسيره" ٧/ ١١٣ - ١١٤: (الضأن: ذوات الصوف من الغنم، وهي جمع ضائن، والأنثى ضائنة والجمع ضوائن وقيل: هو جمع لا واحد له، وقيل في جمعه: ضئين كعَبْد وعبيد، ويقال فيه: ضِئين، كما يقال في شَعير: شِعير، كسرت الضاد إتباعًا) ا. هـ وانظر: "معاني الأخفش" ٢/ ٢٨٩، و"معاني النحاس" ٢/ ٥٠٥، و"اللسان" ٤/ ٢٥٤٢ (ضأن) =

<<  <  ج: ص:  >  >>