للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقال لي: نعم، يذهب إلى أن الضُّوَع عطف على النئيم، ولم يُعطف على البوم كما عطفت (الحوايا) على ما, ولم تعطف على الظهور (١).

وقوله تعالى: {أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ} يعني: شحم الأَلية، في قول جميع المفسرين (٢)، قال ابن جريج: (كل شحم في القوائم والجنب والرأس [وفي العينين والأذنين] (٣). يقولون: قد اختلط بعظم فهو حلال لهم، إنما حُرّم عليهم الثرب وشحم الكلية) (٤).

قال الفراء: (و (ما) في موضع نصب نسقًا على ما في الأولى التي هي نصب بالاستثناء في قوله: {إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا} (٥)، هذا الذي ذكرنا


(١) ذكره السمين في "الدر" ٥/ ٢٠٥ - ٢٠٦ عن الواحدي، وقال بعده: (فمقتضى ما حكاه ابن الأنباري أن تكون (الحوايا) عطفًا على ما المستثناة، وفي معنى ذلك قلق بين) ا. هـ، والنصب في (الحوايا) من وجهين: أحدهما: العطف على ما في قوله (إلا ما حملت). والثاني: العطف على قوله (شحومهما)، وعلى وجه النصب تكون الحوايا محرمة عليهم بخلاف الرفع.
انظر: "المشكل" لمكي ١/ ٢٧٦، و"البيان" ١/ ٣٤٨، و"التبيان" ١/ ٣٦٢، و"الفريد" ٢/ ٢٤٤، و"الدر المصون" ٥/ ٢٠٣ - ٢٠٦.
(٢) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ١٣٤، والرازي في "تفسيره" ١٣/ ٢٢٤ عن جميع المفسرين، ورجح الطبري في "تفسيره" ٨/ ٧٦، أن المراد شحم الألية والجنب وما أشبه ذلك.
(٣) في (ش): (وفي الأذنين والعينين).
(٤) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٨/ ٧٦، بسند جيد، وذكره النحاس في "معانيه" ٢/ ٥١٠.
(٥) "معاني الفراء" ١/ ٣٦٣، وفيه قال: (ما: في موضع نصب) ا. هـ، وقال النحاس في "إعراب القرآن" ١/ ٥٨٩: (في هذا أقوال هذا أصحها، وهو قول الكسائي والفراء وثعلب، والنظر يوجبه أن يعطف الشيء على ما يليه، إلا أن لا يصح معناه أو يدل دليل على غيره) ا. هـ واختاره الطبري في "تفسيره" ٨/ ٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>