للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأما التفسير، فقال ابن عباس: ({فَرِيقًا} أرشد إلى دينه وهم أولياؤه {وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ} يريد: أضلهم وهم أولياء الشيطان يخذلهم الله فصاروا أولياء لإبليس) (١).

وقوله تعالى: {إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ}، يدل كلام ابن عباس (على أنهم إنما فعلوا ذلك بخذلان الله إياهم).

وقوله تعالى: {وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ}. قال ابن عباس: (يريد: ما سن (٢) لهم عمرو بن لحي) (٣).

قال أصحابنا: قوله: {حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ} (يعني: بالكلمة الأزلية والإرادة (٤) السابقة).


= أو حال من فاعل تعودون، وأكثرهم على أن الأول منصوب بهدى، والثاني بفعل مقدر.
انظر: "الكتاب" ١/ ٨٩، و"تفسير الطبري" ٨/ ١٥٩، و"الدر المصون" ٥/ ٢٩٩ - ٣٠٠.
(١) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ١٧٣ - ١٧٤.
(٢) في النسخ: (ما بين)، ثم صحح في (أ) إلى (ما سن).
(٣) ذكره الرازي في "تفسيره" ١٤/ ٥٩، وقال: (هذا بعيد؛ بل هو محمول على عمومه). وهذا وأمثاله عن السلف -رضي الله عنهم- محمول على التمثيل وأنه داخل في المعنى.
(٤) انظر: "تفسير الطبري" ٨/ ١٥٩، و"معاني الزجاج" ٢/ ٣٣١، و"زاد المسير" ٣/ ١٨٦، وقال القرطبي في "تفسيره" ٧/ ١٨٨: (في هذه الآية رد واضح على القدرية ومن تابعهم) اهـ.
وقال ابن القيم كما في "بدائع التفسير" ٢/ ٢٠٥ - ٢٠٦: (أخبر الله سبحانه وتعالى عن القدر الذي هو نظام التوحيد فقال: {فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ} فتضمنت الآية الإيمان بالقدر، والشرع، والمبدأ، والمعاد، والأمر بالعدل، والإخلاص، ثم ختم الآية بذكر حال من لم يصدق هذا الخبر، ولم يطع هذا الأمر بأنه قد والى الشيطان دون ربه، وأنه على ضلال، وهو يحسب أنه على هدى. والله أعلم) اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>