للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أيضاً عندي أن لا يكون خبرًا بعد خبر، ولكن تكون {خَالِصَةً} خبر الابتداء كأنه في التقدير: قل هي خالصة للذين آمنوا في الحياة الدنيا، فيكون {لِلَّذِينَ آمَنُوا} متعلقاً بخالصة, وفي موضع نصب به، والمعنى: هي تخلص للذين آمنوا يوم القيامة وإن شركهم غيرهم من الكافرين [في الدنيا)] (١).

قال ابن عباس: (شارك المسلمين المشركون في الطيبات في الحياة الدنيا؛ فأكلوا من طيبات طعامها, ولبسوا من جياد ثيابها، ونكحوا من صالح نسائها، ثم يخلص الله الطيبات في الآخرة للذين آمنوا, وليس للمشركين فيها شيء) (٢)، وهذا قول الحسن والضحاك وابن جريج وابن زيد (٣).

وقال عطاء في قوله تعالى: {خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ}: (يريد: إن الله جعل لهم الجنة خالصة بطاعتهم الله في الدنيا) (٤) ففسر {الطَّيِّبَاتِ} بالجنة لأنها محل الطيبات في الآخرة.

قال أبو إسحاق: (أعلم الله عز وجل أن الطيبات تخلص للمؤمنين في


(١) لفظ: (في الدنيا) ساقط من (أ)، والنص من "الإغفال" ص ٧٧١، و"الحجة" ٤/ ١٤ - ١٦، وانظر: في "توجيه القراءات وإعرابها"، و"تفسير الطبري" ٨/ ١٦٥، و"إعراب النحاس" ١/ ٦٠٩، و"معاني القراءات" ١/ ٤٠٤، و"إعراب القراءات" ١/ ١٨٠، و"الحجة" لابن خالويه ص ١٥٤، ولابن زنجلة ص ٢٨١، و"الكشف" ١/ ٤٦١ - ٤٦٢، و"المشكل" ١/ ٢٨٨ - ٢٩٠.
(٢) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٨/ ١٦٤، وابن أبي حاتم ٥/ ١٤٦٨ بسند جيد.
(٣) أخرج الطبري في "تفسيره" ٨/ ١٦٤, ١٦٥ من عدة طرق جيدة عن الحسن والضحاك وابن جريج وابن زيد وأخرجه ابن أبي حاتم ٥/ ١٤٦٨ عن الحسن والضحاك وقتادة وعكرمة، وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" ١/ ٢/ ٢٢٨ بسند جيد عن الحسن. وانظر: "الدر المنثور" ٣/ ١٥٠.
(٤) لم أقف على من ذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>