للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال عطاء عن ابن عباس: ({وَالْإِثْمَ} يريد: الخمر) (١).

وقال الحسن (٢): (الإثم: الخمر، تصديق ذلك قوله: {قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ}) [البقرة: ٢١٩].

قال أبو بكر: (الإثم لا يكون من أسماء الخمر؛ لأن العرب ما سمته إثمًا قط في الجاهلية ولا إسلام، ولكن قد تكون الخمر داخلة تحت الإثم لقوله: {قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ}) [البقرة: ٢١٩] (٣).

وقال الضحاك: (الإثم: الذنب دون الحد) (٤).

وقال السدي: (الإثم المعصية) (٥)، {وَالْبَغْيَ} ظلم الناس والاستطالة بغير حق، وهو أن يطلب ما ليس له، كذا قال جميع أهل التفسير (٦).


(١) "تنوير المقباس" ٢/ ٩٠، وذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ١٧٦، وابن الجوزي في "تفسيره" ٣/ ١٩١ عن عطاء فقط، وذكره السمين في "الدر" ٥/ ٣٠٦ عن ابن عباس والحسن.
(٢) ذكره البغوي في "تفسيره" ٣/ ٢٢٦، وابن الجوزي ٣/ ١٩١، والقرطبي ٧/ ٢٠٠.
(٣) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ١٧٦، والسمين في "الدر" ٥/ ٣٠٦، وفي "تهذيب اللغة" ١/ ١٢٢، قال ابن الأنباري: (ليس الإثم في أسماء الخمر بمعروف، ولم يصح فيه بيت صحيح) اهـ. وقال السمين في "الدر" ٥/ ٣٠٦: (الذي قاله الحذاق إن الإثم ليس من أسماء الخمر) اهـ.
(٤) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ١٧٦، والبغوي ٣/ ٢٢٦، وابن الجوزي ٣/ ١٩١، وهو قول الفراء في "معانيه" ١/ ٣٧٨.
(٥) أخرجه الطبري ٨/ ١٦٦، وابن أبي حاتم ٥/ ١٤٧١ بسند جيد.
(٦) وهو قول الفراء في "معانيه" ١/ ٣٧٨، والطبري ٨/ ١٦٦، والظاهر أن الإثم الذنب والمعصية عام في الأقوال والأفعال التي يترتب عليها الإثم، والبغي: الظلم وتجاوز الحد فيه، وأخرج الإثم والبغي من الفواحش وهما منه لعظمهما وفحشهما فنص على ذكرهما تأكيدًا لأمرهما وقصدًا للزجر عنهما، وذكر الخمر من باب التمثيل لأنه سبب الإثم، بل هي معظمه، فإنها مؤججة للفتن. وقال ابن كثير في =

<<  <  ج: ص:  >  >>