للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأما اللام في قوله: {لِأُولَاهُمْ}، فقال الزجاج: المعنى: (قالت أخراهم: يا ربنا هؤلاء أضلونا، لأولاهم أي تعني أولاهم) (١) فعلى هذا ليست اللام من صلة القول؛ لأنهم قالوا لله تعالى: {رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا}، ولم يقولوا لأولاهم شيئًا , ولكن اللام لإبانة (٢) أنهم عنوا بقولهم: {هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا} أولاهم وهم القادة، فاللام هاهنا لام (أجل) أي لأجلهم ولإضلالهم إياهم قالوا: {رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا}، فقال الله تعالى: {لِكُلٍّ ضِعْفٌ}، قال ابن عباس: (يريد: لأولاكم ضعف ولأخراكم عذاب مضعف) (٣).

قال الزجاج: (أي: للتابع والمتبوع لأنهم قد دخلوا في الكفر جميعًا أي: لكل عذاب مضاعف.

وقوله تعالى: {وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ}، أي: ولكن لا تعلمون أيها المخاطبون ما لكل فريق منكم من العذاب، ويجوز: ولكن لا تعلمون يا أهل الدنيا ما مقدار ذلك) (٤).


(١) "معاني القرآن" ٢/ ٣٣٦، وعليه اللام للتعليل أي لأجل ولا تكون للتبليغ؛ لأن خطابهم مع الله لا معهم. انظر: "الكشاف" ٢/ ٧٨، و"الدر المصون" ٥/ ٣١٥.
(٢) في (أ): (ولكن اللام بإنه أنهم عنوا).
(٣) في (أ): عذاب ضعف. والأئر لم أقف عليه، وفي "تنوير المقباس" ٢/ ٩٤، قال: (لكل واحد منهم ضعف) أهـ.
وقال الماوردي في "تفسيره" ٢/ ٢٢٢: (أي: فلكم أيها الأتباع ضعف العذاب وهذا قول الجمهور وإن ضعف الشيء زيادة مثله) اهـ. وانظر: "بدائع التفسير" ٢/ ٢١١.
(٤) هذا كله قول الزجاج "معانيه" ٢/ ٣٧٧، وانظر: "تفسير الطبري" ٨/ ١٧٤، و"معاني النحاس" ٢/ ٣٣، و"تفسير السمرقندي" ١/ ٥٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>