للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ}. قال أبو إسحاق: (أن) في موضع نصب، وهي مخففة من الثقيلة، والهاء مضمرة، المعنى: ونودوا بأنه تلكم الجنة أي: نودوا بهذا القول، قال: والأجود عندي أن تكون (أن) في معنى تفسير النداء، كأن المعنى: ونودوا أي تلكم الجنة (١)، المعنى: قيل لهم تلكم الجنة، كقوله: {وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا} [ص: ٦] يعني (٢) امشوا.

قال: وإنما قال: {تِلْكُمُ} لأنهم وعدوا بها في الدنيا، فكأنه قيل لهم: هذه تلكم التي وعدتم بها، وجائز أن يكون عاينوها، فقيل لهم من قبل دخولها إشارة إلى ما يرونه: {تِلْكُمُ الْجَنَّةُ}.

وقوله تعالى: {أُورِثْتُمُوهَا} فيه قولان؛ أحدهما، وهو قول أهل المعاني (٣): (أن معناه: صارت إليكم كما يصير الميراث إلى أهله).


(١) عند الزجاج في "معانيه" ٢/ ٣٤٠: (ونودوا أن تلكم الجنة).
(٢) "معاني الزجاج" ٢/ ٣٤٠.
وقد ذكر الوجهين أكثرهم، انظر: "تفسير الطبري" ٨/ ١٨٥، ١٨٦، و"إعراب النحاس" ١/ ٢١٦، و"الكشاف" ٢/ ٧٩، و"تفسير ابن عطية" ٥/ ٥٠٨، و"التبيان" ص ٣٧٦، و"الفريد" ٢/ ٣٠٢، و"البحر المحيط" ٤/ ٣٠٠.
وقال النحاس في "معانيه" ٣/ ٣٨: (يجوز أن يكون المعنى (بأنه تلكم الجنة)، ويجوز أن تكون أن مفسرة للنداء، والبصريون يعتبرونها بأي، والكوفيون يعتبرونها بالقول، والمعنى واحد، كأنه ونودوا قيل لهم تلكم الجنة أي هذه تلكم الجنة التي وعدتموها في الدنيا، ويجوز أن يكون لما رأوها قيل لهم قبل أن يدخلوها تلكم الجنة) اهـ. وانظر: "الدر المصون" ٥/ ٣٢٤.
(٣) انظر: "تفسير الرازي" ١٤/ ٨١، ٨٢ فقد ذكر مثله.

<<  <  ج: ص:  >  >>