للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من أهل الجنة فأذن لنا حتى نراهم ونكلمهم، فأمر الله الجنة فتزخرفت حتى نظر أهل جهنم إلى قراباتهم في الجنة وما هم فيه من النعيم فعرفوهم، ونظر أهل الجنة إلى قراباتهم من أهل النار (١) فلم يعرفوهم قد اسودت وجوههم وصاروا خلقًا آخر، فنادى أصحاب النار أصحاب الجنة بأسمائهم، وأخبروهم بقراباتهم {أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ} الآية) (٢).

وقوله تعالى: {أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ}، قال ابن زيد والسدي: (يعني: الطعام) (٣).

قال أبو إسحاق: (أعلم الله عز وجل أن ابن آدم غير مستغن عن الطعام والشراب، وإن كان معذبًا، فأعلمهم أهل الجنة أن الله حرم طعامهم وشرابهم على أهل النار بقولهم (٤): {إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ}) (٥)، [و] هذا (٦) تحريم منع لا تحريم تعبد.


(١) في (ب): (أهل جهنم).
(٢) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ١٨٦، والبغوي ٣/ ٢٣٤، وابن الجوزي ٣/ ٢٠٨، والرازي ١٤/ ٩٢، و"الخازن" ٢/ ٢٣٥، وأخرج سفيان الثوري في "تفسيره" ص ١١٣، والطبري ٨/ ٢٠١، وابن أبي حاتم ٥/ ١٤٩٠ بسند جيد عن ابن عباس في الآية قال: ينادي الرجل معرفته من أهل الجنة: أغثني يا فلان فقد احترقت، فيقول الله تعالى جل ذكره: {إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ} اهـ. وانظر: "الدر المنثور" ٣/ ١٦٦.
(٣) أخرجه الطبري ٨/ ٢٠١، وابن أبي حاتم ٥/ ١٤٩١ بسند جيد عن ابن زيد والسدي، وانظر: "الدر المنثور" ٣/ ١٦٦.
(٤) في (ب): (بقوله).
(٥) "معاني الزجاج" ٢/ ٣٤٤.
(٦) لفظ: (الواو) ساقط من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>