للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو علي: (وهذا (١) كما قال: {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} [النحل: ٨١]، ولم يذكر تقيكم البرد للعلم بذلك من الفحوى، ومثل هذا لا يضيق، وكل واحد من الليل والنهار منتصب بأنه مفعول به، والفعل قبل النقل غشي الليلُ النهارَ (٢)، فإذا نقلت قلت: أغشى الله الليل النهار، أو غَشَّى الله الليل النهار، فصار ما كان فاعلًا قبل النقل مفعولًا أول) (٣).

وقوله تعالى: {يَطْلُبُهُ حَثِيثًا}، قال الليث: (الحث: الإعجال والاتصال (٤)، تقول: حثثت فلانًا فاحْتث وهو حثيث محثوث: جاد سريع) (٥).

قال الأعشي:

تَدَلَّى حثيثًا كَأَنَّ الصِّوَارَ ... أَتْبَعَهُ أَزْرِقيٌّ لَحِمْ (٦)


(١) في (ب): (فهذا).
(٢) في (ب): (بالنهار).
(٣) "الحجة" لأبي علي ٤/ ٢٨، وانظر: "معاني القراءات" ١/ ٤٠٨، و"إعراب القراءات" ١/ ١٨٥، و"الحجة" لابن خالويه ص ١٥٦، ولابن زنجلة ص ٢٨٤، و"الكشف" لمكي ١/ ٤٦٤، ونقل قول الواحدي، والرازي في "تفسيره" ١٤/ ١١٧.
(٤) في (ب): (والإيصال)، وعند الأزهري في "تهذيب اللغة" ١/ ٧٣٩، عن الليث: (الإعجال في الاتصال).
(٥) "تهذيب اللغة" ١/ ٧٣٩، وانظر: "الجمهرة" ١/ ٨١، و"الصحاح" ١/ ٢٧٨، و"المجمل" ١/ ٢٢١، و"مقاييس اللغة" ٢/ ٢٩، و"المفردات" ص ٢١٨، و"اللسان" ٢/ ٧٧٣ (حثث).
(٦) "ديوانه" ص ١٩٩، وهو في "تهذيب اللغة" ١/ ٧٤٠، و"اللسان" ٢/ ٧٧٤ (حثث)، و"الدر المصون" ٥/ ٣٤٢، وجاء في حاشية "الديوان" (الصوار: القطيع من بقر الوحش، وحثيثًا: سريعًا والأزرقي اللحم: الصقر، والمعنى يشبه هذا الفرس بسرعة الصقر الشره إلى أكل اللحم) اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>