للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

استفهام (١)، فمن استفهم كان (٢) هذا استفهامًا معناه الإنكار، كقوله: {أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ} [الأعراف: ٨٠]، وكل واحد من الاستفهامين (٣) جملة مستقلة لا تحتاج في تمامها إلى شيء، فمن ألحق حرف الاستفهام جملة، نقلها به من الخبر إلى الاستخبار، ومن لم يُلحقها بقَّاها على الخبر (٤).

وقوله تعالى: {شَهْوَةً}، مصدر. قال أبو زيد: (شَهِي يَشْهى شهوةً، وشَها يشهو إذا اشتَهَى) (٥). قال الشاعر:

وَأشْعَثَ يَشْهَى النَّوم قلتُ له ارْتَحِلْ ... إذا ما النُّجُومُ أَعْرَضَتْ وَاسْبَكَرَّتِ (٦)


(١) يقرأ هنا بالاستفهام والإخبار، فقرأ نافع وحفص عن عاصم {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ} بكسر الهمزة على الخبر، وقرأ الباقون بهمزتين على لفظ الاستفهام، غير أن ابن كثير يسهل الثانية بين الهمزة والياء، وأبا عمرو يفعل كذلك ويدخل بين الهمزتين ألفاً فيمد. انظر: "السبعة" ص ٢٨٥ - ٢٨٦، و"المبسوط" ص ١٨١ - ١٨٢، و"التذكرة" ١/ ١٥٣ - ١٥٤، و"التيسير" ص ١١١، و"النشر" ١/ ٣٦٩ - ٣٧١.
(٢) في (أ): (فمن استفهم هذا كان استفهاما).
(٣) لفظ: (الاستفهامين) غير واضح في (ب).
(٤) هذا قول أبي علي في "الحجة" ٤/ ٤٨، وقال الأزهري في "معاني القراءات" ١/ ٤١٣: (هي لغات كلها جائزة وكل ما قرئ به فهو معروف معانيها متفقة ولا اختلاف في جوازها) اهـ، وانظر: "إعراب القراءات" ١/ ١٩٢ - ١٩٣، و"الحجة" لابن خالويه ص ١٥٨، ولابن زنجلة ص ٢٨٧ - ٢٨٨، و"الكشف" ١/ ٤٦٨.
(٥) "تهذيب اللغة" ٢/ ١٩٤٨، وأصل الشَّهْوَة: نزوع النفس إلى ما تريده انظر: "العين" ٤/ ٦٨، و"الجمهرة" ٢/ ٨٨٣، و"البارع" ص ٩٧، و"الصحاح" ٦/ ٢٣٩٧، و"المجمل" ٢/ ٥١٣، و"مقاييس اللغة" ٣/ ٢٢٠، و"الأفعال" للسرقسطي ٢/ ٣٦٣، و"المفردات" ص ٤٦٨، و"اللسان" ٤/ ٢٣٥٤ (شها).
(٦) لم أعرف قائله، وهو في "تفسير الطبري" ٨/ ٢٣٥، و"اللسان" ٤/ ٢٣٥٤ (شها)، و"الدر المصون" ٥/ ٣٧٢، واسبكرت أي: جرت وطالت، واسبكر الرجل اضطجع وامتد. انظر: "اللسان" ٤/ ١٩٢٩ (سبكر).

<<  <  ج: ص:  >  >>