للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عباس (١) والسدي (٢): (فما كان أولئك الكفار ليؤمنوا عند إرسال الرسل بما كذبوا يوم أخذ ميثاقهم حين أخرجهم من ظهر آدم فآمنوا كرهأ وأقروا باللسان وأضمروا التكذيب).

وقال مجاهد: (فما كانوا -لو أحييناهم بعد هلاكهم- ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل هلاكهم) (٣).

وقال آخرون: ({وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ} بالمعجزات والآيات التي سألوها، فما كانوا ليؤمنوا -بعد ما رأوا العجائب- بما كذبوا من قبل رؤيتهم تلك العجائب) (٤). وهذا الوجه كأنه اختيار أبي إسحاق؛ لأنه


(١) ذكره الثعلبي في "تفسيره" ٦/ ٣، والبغوي ٣/ ٢٦١، وابن الجوزي ٣/ ٢٣٦، والرازي ١٤/ ١٨٨، والقرطبي ٧/ ٢٥٥، و"الخازن" ٢/ ٢٦٧، عن ابن عباس والسدي.
(٢) أخرجه الطبري ٩/ ١١، وابن أبي حاتم ٥/ ١٥٣٠ بسند جيد.
(٣) "تفسير مجاهد" ١/ ٢٤١، وأخرجه الطبري ٩/ ١١، وابن أبي حاتم ٥/ ١٥٣٠، ١٧٠ أبسند جيد، وذكره السيوطي في "الدر" ٣/ ١٩٤، ورد هذا القول الطبري في "تفسيره" ٩/ ١٢، وقال: (وهو تأويل لا دلالة عليه من ظاهر التنزيل ولا من خبر عن الرسول صحيح) اهـ. وقال الشنقيطي في "أضواء البيان" ٢/ ٣٢٩: (هو قول بعيد من ظاهر الآية) اهـ.
(٤) ذكر هذا القول الثعلبي في "تفسيره" ٦/ ٣ ب، وابن الجوزي ٣/ ٢٣٦، وهو اختيار الواحدي في "الوسيط" ١/ ٢١٣، والبغوي ٣/ ٢٦١، واختار الطبري ٩/ ١١، أن المعنى: فما كانوا ليؤمنوا بما سبقَ في علم الله يوم أخذ الميثاق أنهم يكذبون به ولم يؤمنوا به؛ لاستحالة التغيير فيما سبق به العلم الأزلي، وأخرجه بسند جيد عن أبي بن كعب والربيع بن أنس، وقال الشنقيطي في "أضواء البيان" ٢/ ٣٢٩: (ومعنى الآية: فما كانوا ليؤمنوا بما جاءتهم به الرسل بسبب تكذيبهم بالحق أول ما ورد عليهم وهذا القول حكاه ابن عطية واستحسنه ابن كثير وهو من أقرب الأقوال لظاهر الآية ووجهه ظاهر لأن شؤم المبادرة إلى تكذيب الرسل سبب للطبع على القلوب والإبعاد عن الهدى والآيات الدالة على هذا المعنى كثيرة) اهـ. وانظر: =

<<  <  ج: ص:  >  >>