للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(يريد: تشيرون به عليّ) (١)، فعلى هذا أضمر القول، وتم كلام الملأ عند قوله: {مِنْ أَرْضِكُمْ}. والتقدير: قال {فَمَاذَا تَأْمُرُونَ}، وهذا (٢) الوجه ذكره الفراء (٣) أيضاً.

قال أبو إسحاق: (وجائز أن يكون {فَمَاذَا تَأْمُرُونَ} من قول الملأ (٤)؛ كأنهم خاطبوا فرعون ومن يخصه)، قال: (وجائز أن يكون الخطاب لفرعون وحده؛ لأنه يقال للرئيس المطاع: ما ترون (٥) في هذا، أي: ما ترى أنت وحدك) (٦).

قال ابن الأنباري على هذا الوجه: (والملوك الغالب عليها (٧) أن يكون لها أتباع يأتمرون بأمرها (٨) ويقفون عند قولها (٩)، فلما كان هذا معروفاً للملوك خاطبوه وهو واحد بخطابه ومعه أتباعه وأهل مملكته) (١٠).


(١) "تنوير المقباس" ٢/ ١١٧، وذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ٢١٦، وابن الجوزي ٣/ ٢٣٨، وأخرج ابن أبي حاتم ٥/ ١٥٣٣ بسند جيد عن ابن عباس قال: (استشار الملأ فيما يرى) اهـ.
(٢) في (أ): (وعلى هذا).
(٣) "معاني الفراء" ١/ ٣٨٧ ولم يذكر غيره، وهو قول أكثرهم. انظر: الطبري ٩/ ١٦، والسمرقندي ١/ ٥٥٩، والثعلبي ٦/ ٥ أ، والبغوي ٣/ ٢٦٣.
(٤) وهو اختيار ابن عطية ٦/ ٣٠ قال: (الظاهر أنه من كلام الملأ بعضهم إلى بعض) اهـ.
(٥) في (أ): (ما ترى)، وهو تحريف.
(٦) في "معاني الزجاج" ٢/ ٢٦٤ - ٢٦٥: (أي ما ترى أنت وجندك). وانظر: "إعراب النحاس" ٢/ ١٤٢.
(٧) في (ب): (عليهم).
(٨) في (ب): (بأمرهم).
(٩) في (ب): (قولهم).
(١٠) لم أقف عليه، وانظر: "الأضداد" لابن الأنباري ص ٤١٦ - ٤١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>