للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على فُعل، والميم أصل، والمدن (١) في الحقيقة: جمع المدين؛ لأن المدينة لا تجمع على مُدن، ولكن تجمع على المداين ومثل هذا سُفن كأنهم جمعوا سفينة على سفين ثم جمعوها على سفن، كذلك المدن، وأما من قال إنها مفعلة فإنه يقول: معنى المدينة: المملوكة من دانه يدينه أي: ساسه وأذاله (٢)، فقولنا: مدينة من (دان) مثل معيشة، وجمعها مداين على مفاعل كمعايش غير مهموز يكون اسماً للمكان والأرض التي دانهم (٣) السلطان أي: ساسهم وقهرهم، وقال المبرد (٤): (مدينة أصلها (مَدْيونة) من دانه يدينه: إذا قهره وأذله فاستثقلوا حركة الضمة على الياء فسكنوها ونقلوا حركتها إلى ما قبلها، فاجتمع ساكنان: الواو المزيدة (٥) التي هي واو المفعول، والياء التي هي من نفس الكلمة، فحذفت الواو لأنها زائدة، وحذف الزائد أولى من حذف الأصلي، ثم كسروا الدال لتسلم الياء فلا تنقلب واواً لانضمام ما قبلها فيختلط (٦) ذوات الواو بذوات الياء، وكذلك المبيع والمخيط والمكيل) (٧).

وكان الأخفش (٨) يذهب إلى أن المحذوف الياء لأنها من نفس الكلمة فهي أولى بالحذف من الواو التي جلبت للمعنى وهي واو المفعول، فقال له


(١) في (ب): (مدن).
(٢) كذا في (أ)، وفي (ب): (وأذاله)، ولعله وأذله.
(٣) في (ب): (ذانهم).
(٤) لم أقف عليه في كتبه، وذكره الرازي ١٤/ ١٩٩، والسمين في "الدر" ٥/ ٤١٣.
(٥) في (ب): (والمزيدة).
(٦) في (أ): (فتختلط).
(٧) لم أقف عليه في كتبه، وذكره عند الرازي ١٤/ ١٩٩، والسمين في "الدر" ٥/ ٤١٣.
(٨) قال الأخفش في "معانيه" ٢/ ٢٩٣: (إنما يهمز ما كان على مفاعل إذا جاءت الياء زائدة في الواحد والألف والواو التي تكون الهمزة مكانها نحو مدائن لأنها فعائل، ومن جعل المداين من دان يدين لم يهمز لأن الياء حينئذ من الأصل) اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>