للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ}. قال ابن عباس: (يريد: أكرمكم من بين الخلائق أجمعين) (١).

وفي هذا قولان: أحدهما تخصيص {الْعَالَمِينَ} بأن يقال: عالمي زمانهم، وهو قول الحسن (٢) والمفسرين (٣)، والثاني: التفضيل (٤)، وهو أن يقال: أراد بقوله: {وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} ما خصهم (٥) به من الآيات وإرسال موسى وهارون نبيين منهم، وإهلاك عدوهم في البحر وإنجائهم منهم، إلى غير ذلك مما فضلوا فيه خاصًا على جميع العالمين، ثم غيرهم يفضلهم في غير هذه الآيات، مثال هذا: رجل يعلم علماً واحداً ففاخره إنسان يعلم كثيرا من العلوم ولا يعلم ذلك العلم الواحد، فصاحب العلم الواحد يفضل عليه (٦) بذلك العلم الواحد، ثم يفضل صاحب العلوم


= أحدهما: وهو الظاهر أنه تمييز لغير. والثاني أنه حال. وفيه نظر. والثاني من وجهي غير: أنه منصوب على الحال من (إلها) و (إلهًا) هو المفعول به لأبغيكم، والأصل: أبغي لكم إلهًا غير الله، فغير الله صفة لإله، فلما قدمت صفة النكرة عليها نصت حالاً) اهـ. ملخصًا.
وانظر: "إعراب النحاس" ١/ ٦٣٥، و"المشكل" ١/ ٣٠١، و"البيان" ١/ ٣٧٣، و"التبيان" ص ٣٨٩، و"الفريد" ٢/ ٣٥٤.
(١) ذكره الواحدي في "الوسيط" ٢/ ٢٣٣.
(٢) لم أقف عليه.
(٣) انظر: "تفسير الطبري" ٩/ ٤٦، والسمرقندي ١/ ٥٦٦، وقال ابن الجوزي في "تفسيره" ٣/ ٢٥٤: (قال المفسرون منهم ابن عباس ومجاهد: العالمون هاهنا عالمو زمانهم) اهـ.
(٤) في (ب): (والثاني تخصيص الفضل وهو أن يقال ..).
(٥) في (ب): (ما خصصهم).
(٦) قوله: (يفضل عليه بذلك العلم الواحد) مكرر في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>