للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن عباس (١) والمفسرون (٢): (كانت (٣) تلك الثلاثين ذو القعدة، أمره الله تعالى أن يصوم فيها ويتفرد للعبادة، ويعمل فيها بما يقربه إلى الله عز وجل ليكلمه، فلما انسلخ الشهر استاك موسى لمناجاة ربه يريد إزالة (٤) الخلوف) (٥).

وقال أبو العالية: (أكل من لحاء شجرٍ فأوحى الله إليه: يا موسى لا كلمتك حتى يعود فوك على (٦) ما كان عليه، أما علمت أن رائحة الصائم أحب إلي من ريح المسك، وأمره بصيام عشرة أيام من ذي الحجة ليكلمه بخلوف فيه، فذلك قوله: {وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ}) (٧).

وقوله تعالى: {فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً}. الميقات (٨) ما قدر


(١) أخرجه ابن أبي حاتم ٥/ ١٥٥٦ بسند جيد، وذكره الواحدي في "الوسيط" ٢/ ٢٣٤، وابن الجوزي ٣/ ٢٥٥، والسيوطي في "الدر" ٣/ ٢١٤.
(٢) أخرج عبد الرزاق في "تفسيره" ١/ ٢/ ٢٣٦، والطبري ٩/ ٤٧ - ٤٨ من طرق جيدة عن مجاهد نحوه، وانظر: "معاني الزجاج" ٢/ ٣٧٢، والنحاس ٣/ ٧٤، و"تفسير السمرقندي" ١/ ٥٦٧، وابن كثير ٢/ ٢٧١.
(٣) في النسخ: (كان) والأولى (كانت).
(٤) في (ب): (يريد لإزالة الخلوف).
(٥) الخلوف، بالضم: تغير رائحة الفم لتأخر الطعام. انظر: "اللسان" ٢/ ١٢٤١ (خلف).
(٦) في (ب): (يعود فوك كما كان عليه).
(٧) ذكره الثعلبي في "الكشف" ١٩٦ أ، والبغوي ٣/ ٢٧٥.
(٨) الميقات: مصدر الوقت، وهو الوقت المضروب للفعل والموضع. قال السمين في "الدر" ٥/ ٤٤٦ - ٤٤٧: (الفرق بين الميقات والوقت، أن الميقات ما قدر فيه عمل من الأعمال، والوقت وقت للشيء من غير تقدير عمل أو تقديره) اهـ. وانظر: "العين" ٥/ ١٩٩ , و"تهذيب اللغة" ٤/ ٣٩٢٨، و"الصحاح" ١/ ٢٦٩، و"مقاييس اللغة" ٦/ ١٣١، و"المفردات" ص ٨٧٩، و"اللسان" ٨/ ٤٨٨٧ (وقت).

<<  <  ج: ص:  >  >>