للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الدنيا.

وقال أهل العلم: (إن الرؤية وإن كانت جائزة فإن موسى سألها من غير استئذان من الله تعالى، فلذلك (١) تاب لأنه كان بغير إذن، وهذا إجماع من الأمة أن توبته لم تكن عن معصية؛ لأن عندنا سأل الرؤية لنفسه، ولا يكون هذا (٢) السؤال عندنا معصية (٣)، وعند من خالفنا (٤): سأل الرؤية لقومه مع علمه أن ذلك لا يكون، أو سأل أمرًا عظيمًا، وكل واحد من هذين لا يكون معصية) (٥).

وقوله تعالى: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}. قال مجاهد: (وأنا أول قومي إيماناً) (٦)، وقاله السدي أيضًا (٧).


(١) في (ب): (فكذلك)، وهو تحريف.
(٢) في (ب): (لهذا)، وهو تحريف.
(٣) انظر: "تفسير الطبري" ٩/ ٥٥، وابن عطية ٦/ ٧١.
(٤) انظر: "الكشاف" ٢/ ١١٢ - ١١٦.
(٥) انظر: "تفسير الماوردي" ٢/ ٢٥٩، وابن الجوزي ٣/ ٢٥٧، وقال القرطبي ٧/ ٢٧٩: (أجمعت الأمة على أن هذه التوبة ما كانت عن معصية، فإن الأنبياء معصومون، وأيضًا عند أهل السنة والجماعة الرؤية جائزة، وعند المبتدعة سأل لأجل القوم ليبين لهم أنها غير جائزة وهذا لا يقتضى التوبة، فقيل: أي تبت إليك من قتل القبطي، وقيل: قالها على جهة الإنابة إلى الله والخشوع له عند ظهور الآيات) اهـ.
(٦) أخرجه الطبري ٩/ ٥٦، وابن أبي حاتم ٥/ ١٥٦٢، من طرق جيدة.
(٧) ذكره الثعلبي في "تفسيره" ١٩٧ أ، والواحدي في "الوسيط" ٢/ ٢٣٨، والبغوي ٣/ ٢٧٩، عن مجاهد والسدي، وأخرجه الطبري ٩/ ٥٦، من طرق جيدة عن السدي عن عكرمة عن ابن عباس، وأخرج الطبري ٩/ ٥٥، وابن أبي حاتم ٥/ ١٥٦٢، من طرق جيدة عن ابن عباس قال: (أنا أول من آمن أنه لا يراك أحد من خلقك في الدنيا) اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>