للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ياء، والكسرة في البناءين مبدلة (١) من ضمةٍ.

فأما قراءة من كسر الحاء من (٢) {حُلِيِّهِمْ} فوجه ذلك أن الكسر من الجموع قد غير عما كان الواحد عليه في اللفظ والمعنى، ألا ترى أن الاسم المكسر في الجمع يدل بالتكسير على الكثرة، فغير الفاء أيضًا في التكسير، وذلك أنه لما غير الاسم تغييرين وهو إبدالك الواو ياء، وابدال الضمة كسرة، قوي هذا التغيير على تغيير الفاء، ومثال هذا: الاسم المنسوب إليه، فإنه تغير عما (٣) كان عليه لفظًا ومعنى، فتغير اللفظ ما لحقه من الزيادات، وتغير المعنى هو أنه صار صفة، وكان قبلُ اسمًا فقوي التغيير للنسب على تغيير الفاء حتى قالوا: بِصْري بكسر الباء، ودُهري بضم الدال في النسبة إلى البصرة وإلى الدهر، فهذا وجه كسر الحاء، وقد جاء حرفان نادران من هذا القبيل ولم تقلب الواو ياء في الجمع، وذلك ما حُكي من قولهم: إنكم لتنظرون في نُحُوٍّ كثيرة، وما أنشده أحمد بن يحيى:

وأصبحتَ من أدنى حُمُوَّتِها حمًا (٤)


(١) في (ب): (مبدوله).
(٢) لفظ: (من) مكرر في (ب).
(٣) في (ب): (كما كان)، وهو تحريف.
(٤) الشاهد لعبد الله بن عجلان، شاعر جاهلي، كما في "الشعر والشعراء" ص ٤٧٩، وصدره:
ألا إن هندًا أصبحت منك محرمًا
وهو بلا نسبة في "العين" ٣/ ٣١٢، و"تهذيب اللغة" ١/ ٩٠٩، و"اللسان" ٢/ ١٠١٣ (حمى)، وأوله عندهم:
لقد أصبحت أسماء حجراً محرمًا
والشاعر كانت له زوجة فطلقها وتزوجها أخوه يقول: أصبحت أخًا زوجها بعد ما كنت زوجها.

<<  <  ج: ص:  >  >>