للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ}. قال ابن عباس: (يريد: كذلك أعاقب من اتخذ إلهًا من دوني أو تولى غيري) (١). وقال أهل المعاني: (كل مفترٍ في دين الله فجزاؤه غضب الله والذلة في الدنيا، يؤكد هذا ما روي عن مالك بن أنس (٢) [رحمه الله] (٣) أنه قال: (ما من مبتدع إلا وهو يجد فوق رأسه ذلة، ثم قرأ هذه الآية) (٤)، والمبتدع مفتر في دين الله.

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا}، قال ابن عباس (٥): (يريد: الشرك، مثل قوله في النساء: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ} [النساء: ١٨]، {ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا} (٦) أي: رجعوا عنها وتركوها،


= من ذراريهم، وهو اختيار الجمهور، انظر: "تفسير الطبري" ٩/ ٦٩ - ٧٠، و"معاني الزجاج" ٢/ ٣٧٩، و"تفسير ابن عطية" ٦/ ٩٠، والقرطبي ٧/ ٢٩١ - ٢٩٢، وقال النحاس في "معانيه" ٣/ ٨٤: (وهذا القول أصح لأن الجزية لم تؤخذ منهم وإنما أخذت من ذريتهم) اهـ.
(١) ذكره الواحدي في "الوسيط" ٢/ ٢٤٨، وابن الجوزي ٣/ ٢٦٦.
(٢) مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي أبو عبد الله المدني من تابعي التابعين، إمام حافظ ثقة، ثبت فقيه محدث، إمام دار الهجرة واحد أئمة المذاهب المتبوعة، أجمع العلماء على إمامته وجلالته وعلو مرتبته في الفقه والحديث، وفضله ومناقبه وثناء الأئمة عليه كثير توفي -رحمه الله- سنة ١٧٩ هـ، وله ٨٦ سنة انظر: "تهذيب الأسماء واللغات" ٢/ ٧٥، و"سير أعلام النبلاء" ٨/ ٤٨، و"تذكرة الحفاظ" ١/ ٢٠٧، و"تهذيب التهذيب" ٤/ ٨
(٣) لفظ: (رحمه الله) ساقط من (ب).
(٤) أخرجه الثعلبي في "تفسيره" ص ١٩٨، وذكره ابن الجوزي ٣/ ٢٦٦، والرازي ١٥/ ١٣، والقرطبي ٧/ ٢٩٢، والخازن ٢/ ٢٩٣، وأخرج الطبري ٩/ ٧٠، وابن أبي حاتم ٥/ ١٥٧١، من عدة طرق جيدة عن أبي قلابة وسفيان بن عيينة نحوه.
(٥) لفظ: ({ثُمَّ تَابُوا}) ساقط من (أ).
(٦) "تنوير المقباس" ٢/ ١٢٩، وذكره الواحدي في "الوسيط" ٢/ ٢٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>