للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استولى فقد يكون، وكأنه يقول: استوت له الأمور فاستولى ثم وضع "استوى" موضع "استولى" ... ". ويظهر رأيه وهو يتحدث عن آخر الآية {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} فيقول: "وقيل إنه لما ذكر ما يدل على القدرة والاستيلاء وصل ذلك بوصفه بالعلم .. " (١).

ومذهب السلف في هذا إثبات الاستواء لله على وجه يليق بجلاله فهو مستو على عرشه بائن من خلقه، عال عليهم بذاته علوا يليق بجلاله، ولا يلزم من هذا أي لازم باطل مما يلزم لاستواء البشر ليس كمثله شيء (٢).

والحاصل أن هذا منهجه في تفسيره، كلما مر بآية من آيات العقائد تبع عقيدةَ الأشاعرة، ولينظر زيادة على ذلك ما قرره في الآيات التالية:

١ - {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: ٣] حيث أوَّل صفة الرحمة (٣).

٢ - وقوله تعالى {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: ٧] حيث أوَّل صفة الغضب لله (٤).

٣ - وقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ الله وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال: ٢] حيث فسر الإيمان بالتصديق على طريقة الأشاعرة (٥).

٤ - وقوله تعالى: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الأنفال:


(١) انظر: "البسيط" ٢/ ٣٠٠، ٣٠١.
(٢) انظر: "مجموع الفتاوى" لابن تيمية ٥/ ١٤٤، ٢٠٨، و"شرح الطحاوية" ص ٢١٨، و"التدمرية" ص ٨١.
(٣) "تفسير الوسيط" ١/ ٦٥.
(٤) "تفسير الوسط" ١/ ٧٠.
(٥) "تفسير الوسيط" ١/ ٧٩ و ٢/ ٥٣٥

<<  <  ج: ص:  >  >>