للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ} حسنة.

وقوله تعالى: {إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ}. قال جميع المفسرين (١) وأهل المعاني (٢): (تبنا ورجعنا إليك بتوبتنا). قال الليث: (الهَوْد التوبة) (٣).

وقوله تعالى: {قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ}. قال ابن عباس: (يريد: على الذنب اليسير) (٤).

وقوله تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}. قد ذكرنا (٥) قديمًا أن رحمة الله تعالى إرادته الخير (٦)، وإرادته الخير تنقسم إلى أقسام كثيرة، وكل خيرٍ من خير الدنيا والآخرة أصاب أحدًا فذلك من رحمته، ثم من تلك الخيرات ما هو أعم وأوسع، ومنها ما هو أخصّ.

والأحسن في تفسير هذه الآية ما ذهب إليه الحسن وقتادة (٧)، وهو:


(١) انظر: "تفسير الطبري" ٩/ ٧٧، ٧٨، وأخرجه من طرق جيدة عن ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وإبراهيم التيمي وقتادة والسدي والضحاك وأبي العالية، وانظر: "تفسير السمرقندي" ١/ ٥٧٣، والماوردي ٢/ ٢٦٦.
(٢) انظر: "مجاز القرآن" ١/ ٢٢٩، و"غريب القرآن" لليزيدي ص ١٥١، و"تفسير غريب القرآن" ص ١٨١، و"معاني الزجاج" ٢/ ٣٨٠، و"نزهة القلوب" ص ٤٧٨، و"معاني النحاس" ٣/ ٨٨، و"تفسير المشكل" ص ٨٧.
(٣) "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٦٨٩، وانظر: "العين" ٤/ ٧٦، (هود)، و"الزاهر" ٢/ ٢١٤
(٤) ذكره الواحدي في "الوسيط" ٢/ ٢٥٠.
(٥) انظر: "البسيط" تفسير (بسم الله الرحمن الرحيم) أول الكتاب.
(٦) الرحمة: صفة من صفات الله تعالى تثبت له كما أثبتها لنفسه ولا يلزم من إثباتها مشابهة صفة المخلوقين ولا نؤولها بإرادة الخير كما يفعل أهل التأويل. انظر: "تفسير الطبري" ٩/ ٨٠، و"مختصر الصواعق" لابن القيم ٣/ ٨٦٩.
(٧) أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" ١/ ٢/ ٢٤٣، الطبري ٩/ ٨٠، وابن أبي حاتم ٥/ ١٥٧٨ بسند جيد عن الحسن وقتادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>