للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لزمت؟ قيل: إن (الذي) (١) إنما وقع في الكلام توصلا إلى وصف المعارف بالجمل، وذلك أن الجمل نكرات. ألا ترى أنها تجري أوصافا على النكرات، نحو (٢): مررت برجل أبوه زيد، ونظرت إلى غلام قامت أخته. فلما أريد مثل هذا في المعرفة لم يمكن أن يقول (٣): مررت بزيد أبوه كريم، على أن تكون الجملة وصفا لزيد (٤)، ولم يمكن (٥) إذا أرادوا وصف المعرفة بالجمل أن يدخلوا اللام على الجملة، لأن اللام من خواص الأسماء، فجاؤوا بـ (الذي) متوصلين به إلى وصف المعارف بالجمل، وجعلوا (٦) الجملة التي كانت صفة للنكرة صلة لـ (الذي) فقالوا: مررت بزيد الذي أبوه منطلق، فألزموا (اللام) هذا الموضع لما أرادوا التعريف للوصف، ليعلموا أن الجملة قد صارت وصفا لمعرفة (٧)). (٨)


(١) في (أ)، (ج): (الذين) واخترت ما في (ب) لأنه موافق لما عند أبي الفتح، وعبارته: (والجواب: أن (الذي) إنما وقع ... الخ)، انظر: "سر صناعة الإعراب" ١/ ٣٥٣.
(٢) عند أبي الفتح: (في نحو قولك ...)، ١/ ٣٥٣.
(٣) (يقول) في جميع النسخ، وعند أبي الفتح (تقول) ١/ ٣٥٣. وهذا أصوب.
(٤) حذف الواحدي بعض كلام أبي الفتح ونصه: (... وصفا لزيد، لأنه قد ثبت أن الجملة نكرة، ومحال أن توصف المعرفة بالنكرة، فجرى هذا في الامتناع مجرى امتناعهم أن يقولوا: مررت بزيد كريم، على الوصف، فإذا كان الوصف جملة نحو: مررت برجل أبوه كريم، لم يمكن إذا أرادوا وصف المعرفة بنحو ذلك أن يدخلوا اللام على الجملة ....)، "سر صناعة الإعراب" ١/ ٣٥٣ - ٣٥٤.
(٥) في (ب): (يكن).
(٦) في (ب): (فجعلوا).
(٧) في (ب): (للمعرفه).
(٨) إلى هنا ما نقله عن أبي الفتح. "سر صناعة الإعراب" ١/ ٣٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>