للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بميثاق لا يذكرونه؟ قيل: (١) نسيانهم لذلك لا يسقط الاحتجاج بعد أن أخبر الله تعالى عن أخذ ذلك عليهم على لسان صاحب المعجزة، وإذا صح ذلك بقول الصادق قام في النفوس مقام الذكر، فالاحتجاج به قائم صحيح (٢).

قال عوف (٣): (وسيذكرون الميثاق يوم القيامة) (٤).

قوله تعالى: {أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ} الآية [الأعراف:١٧٣]، قال المفسرون: (هذا قطع لعذر الكفار فلا يستطيع أحد من الذرية أن يقول يوم القيامة: {إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ}، أي: قبلنا، ونقضوا العهد. {وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ} صغارًا وكبارًا فاقتدينا (٥) بهم، {أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ}، أي: أفتعذبنا بما فعل المشركون المكذبون بالتوحيد، وإنما اقتدينا بهم وكنا في غفلة عن الميثاق، وعما نطالب به الآن من التوحيد، وآباؤنا أشركوا، وحملونا على مذهبهم في الشرك في صبانا، فجرينا على مذهبهم واقتدينا بهم، فلا ذنب لنا إذ كنا مقتدين بهم، والذنب في ذلك لهم، كما (٦) قالوا في موضع آخر: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ}


(١) انظر: "تفسير الطبري" ٩/ ١١٨، وابن الجوزي ٣/ ٢٨٥.
(٢) انظر: "تفسير السمرقندي" ١/ ٥٨١، والبغوي ٣/ ٣٠٠، وابن الجوزي ٣/ ٢٨٥.
(٣) لعله: عوف بن أبي جميلة العبدي أبو سهل الأعرابي البصري واسم أبيه رزينة، إمام ثقة من علماء البصرة ومن صغار التابعين رمى بالقدر والتشيع، توفي سنة ١٤٦ هـ أو ١٤٧ هـ، وله ٨٦ سنة، انظر: "الجرح والتعديل" ٧/ ١٥، و"سير أعلام النبلاء" ٦/ ٣٨٣، و"ميزان الاعتدال" ٣/ ٣٠٥، و"تهذيب التهذيب" ٣/ ٣٣٦، و"تقريب التهذيب" ص ٤٣٣ برقم (٤٢١٩).
(٤) لم أقف عليه.
(٥) في (ب): (فاقتديناهم)، وهو تحريف.
(٦) لفظ: (كما) ساقط من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>