للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{عَنْهَا} متعلقًا بالسؤال كأنه {يَسْأَلُونَكَ} عنها {كَأَنَّكَ حَفِيٌّ} بها فحذف الجار والمجرور، وحسن ذلك لطول الكلام بِعَنْهَا التي من صلة السؤال، قال (١): ويجوز أن يكون {عَنْهَا} بمنزلة بها، وتصل الحفاوة مرة بالباء، ومرة بعن، كما أن السؤال يوصل بهما) (٢)، وذكرنا (٣) ذلك في قوله: {وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ} [البقرة: ١١٩].

وقوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ}. أعاد هذا لأن هذا الثاني وصل (٤) بقوله: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}، أي: لا يعلمون أن علمها عند الله حين سألوا محمدًا عما لم يطلعه (٥) الله عليه ولا أحدًا من خلقه (٦)، وهذا معنى قول ابن عباس (٧).


(١) هذا هو الثاني وذكر الطبري ٩/ ١٤٠ - ١٤٢ مثله.
(٢) "الحجة" لأبي علي ٢/ ٢١٤، وانظر: "غرائب الكرماني" ١/ ٤٣٠، و"التبيان" ص ٣٩٧، و"الفريد" ٢/ ٣٩١، و"البحر" ٤/ ٤٣٥.
(٣) انظر: "البسيط" النسخة الأزهرية ١/ ٨٣ أ.
(٤) في (أ): (واصل).
(٥) في (ب): (لم أطلعه عليه)، وهو تحريف.
(٦) في (ب): (خلقي)، وهو تحريف.
(٧) أخرجه الطبري ٩/ ١٤٢، وابن أبي حاتم ٥/ ١٦٢٩، بسند ضعيف عن ابن عباس في الآية قال: (لما سأل الناس محمدًا - صلى الله عليه وسلم - عن الساعة سألوه سؤال قوم وكأنهم يرون أن محمدًا حفي بهم فأوحى الله إليه: إنما علمها عنده استأثر بعلمها فلم يُطلع عليها ملكًا ولا رسولاً) اهـ.
وكرر الجواب لتقرير الحكم، وتأكيده ولكل أن ذلك الجواب لا يرجى غيره، وأن الحصر في قوله: {إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي} حقيقي، ولما تضمنه قوله: {كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا} من الزيادة والإنكار، وقيل: السؤال الأول: عن وقت قيام الساعة، والثاني: عن مقدار شدتها ومهابتها. انظر: "الكشاف" ٢/ ١٣٤ - ١٣٥، مع "حاشية ابن المنير" عليه , وابن عطية ٦/ ١٦٩، والرازي ١٥/ ٨٢، وابن عاشور ٩/ ٢٠٥ - ٢٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>