للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ضمة الميم استثقالًا للخروج من الكسر إلى الضم (١).

وكان أبو عمرو (٢) يكسرها عند ألف الوصل؛ لأنه يكسر الميم على أصل تحريك الساكن بالكسر إذا لقيه ساكن آخر، ويكسر الهاء بتبع الكسر لثقل الضم بعد الكسر (٣).

وأما من كسر (الهاء) وضم (الميم) عند ألف الوصل (٤)، فإنه يقول: لما احتجت إلى حركة الميم رددته إلى أصله، فضممت وتركت الهاء على كسرها، لأنه لم تأت ضرورة تحوج (٥) إلى ردها إلى الأصل (٦).

فأما التفسير: فقال ابن عباس: {الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} [الفاتحة: ٧]: هم قوم موسى وعيسى قبل أن يغيروا نعم الله عز وجل (٧).

وقال عكرمة: أنعمت عليهم بالثبات على الإيمان والاستقامة (٨).


(١) انظر: "حجة القراءات" لابن زنجلة ص ٨٢، "الكشف" ١/ ٣٧، قال أبو علي الفارسي في "الحجة" (تحريك حمزة الميم في (عليهم ولديهم وإليهم) خاصة بالضم مستقيم حسن، وذلك أنه يضم (الهاء) في هذِه الأحرف ولا يكسرها فإذا ضمها لم يكن في تحريك الميم إلى الضم ولم يجز الكسر ..)، ثم أخذ يحتج لموافقة الكسائي له في ذلك، "الحجة" ١/ ١١٧، ١١٨.
(٢) زبان بن العلاء، أحد السبعة سبقت ترجمته.
(٣) انظر: "الحجة" لأبي علي ١/ ١١٠، "حجة القراءات" لابن زنجلة ص ٨٢.
(٤) وهي قراءة ابن كثير ونافع وعاصم وابن عامر. انظر: "السبعة" ص ١٠٨، ١٠٩، "الحجة" لأبي علي ١/ ٥٨.
(٥) في (ج): (تخرج).
(٦) انظر: "الحجة" لأبي علي ١/ ١٠٨، "حجة القراءات" ص ٨٢.
(٧) ذكره الثعلبي في "الكشف" ١/ ٣١/ ب، وذكره ابن عطية في "تفسيره" وقال: حكاه مكي وغيره عن فرقة من المفسرين، وقال ابن عباس: أصحاب موسى قبل أن يبدلوا. "تفسير ابن عطية" ١/ ١٢٢، وانظر: "لباب التفاسير" للكرماني ١/ ٩٨ (رسالة دكتوراه).
(٨) ذكره الثعلبي في "تفسيره" ١/ ٣١/ ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>