للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال: قوم (١): (وإن تدعوا الأصنام التي عبدوها لا يتبعونكم لأنها لا تعقل). وهو اختيار الفراء (٢)، والآيات السابقة إخبار عن المشركين، وهذه الآية خطاب للمؤمنين، الدليل على ذلك أن المشركين لا يدعون أحدًا إلى الهدى (٣).

وقوله تعالى: {لَا يَتَّبِعُوكُمْ}. وقرأ نافع (٤) بالتخفيف، وهما لغتان اتبعه اتباعًا وتبعه تبعًا، والمراد به: تركهم الانقياد للحق والإذعان للهدى، والوجه قراءة العامة؛ لأن (اتَّبَع) أكثر في الاستعمال، ألا ترى أنهم أجمعوا على افتعل في قوله: {وَاْتَّبَعَ هَوَاهُ} (٥) [الأعراف: ١٧٦].


(١) هذا قول الجمهور وحكاه النحاس في "إعرابه" ١/ ٦٥٧، عن الأخفش، وانظر: "تفسير الطبري" ٩/ ١٥٠، والثعلبي ٦/ ٣١ أ، والزمخشري ٢/ ١٣٧، وابن عطية ٦/ ١٧٧ - ١٧٨، والرازي ١٥/ ٩١، والخازن ٢/ ٣٢٦، وابن كثير ٢/ ٣٠٧.
(٢) "معاني الفراء" ١/ ٤٠١.
(٣) قال أبو حيان في "البحر" ٤/ ٤٤١، والسمين في "الدر" ٥/ ٥٣٧: (الظاهر أن الخطاب للكفار وضمير النصب للأصنام، والمعنى: وإن تدعو آلهتكم إلى طلب هدى ورشاد كما تطلبونه من الله لا يتابعونكم على مرادكم) قال السمين: (ويجوز أن يكون الضمير للرسول والمؤمنين، والمنصوب للكفار أي: وإن تدعوا أنتم هؤلاء الكفار إلى الإيمان) اهـ.
(٤) قرأ نافع: {يَتَّبِعُوكُمْ} بسكون التاء وتخفيفها وفتح الباء، من تبع، وقرأ الباقون بفتح التاء وتشديدها وكسر الباء من اتبع، انظر: "السبعة" ص ٢٩٩، و"المبسوط" ص ١٨٧، و"التذكرة" ٢/ ٣٤٠، و"التيسير" ص ١١٥، و"النشر" ٢/ ٢٧٤.
(٥) ما تقدم قول أبي علي في "الحجة" ٤/ ١١٣ - ١١٤، والجمهور على أنهما بمعنى واحد، وقال بعض أهل اللغة: تبعه مخففًا إذا مضى خلفه ولم يدركه والمعنى: لا يلحقوكم، واتبعه مشددًا إذا مضى خلفه فأدركه، والمعنى لا يسيرون على أثركم ولا يركبون طريقتكم في دينكم، انظر: "معاني القراءات" ١/ ٤٣٢، و"إعراب القراءات" ١/ ٢١٩، و"الحجة" لابن خالويه ص ١٦٩، ولابن زنجلة ص ٣٠٥، =

<<  <  ج: ص:  >  >>