للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}.

قال: لم أمره بالإعراض عنهم مع وجوب النكير عليهم بما يردعهم عن جهلهم؟ قيل: إن هذا في حال اليأس من صلاحهم، فيعمل على طريق الاستخفاف بهم، وصيانة النفس عن مقابلتهم (١) على سفههم (٢).

قال عكرمة: (لما نزلت هذه الآية قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يا جبريل ما هذا؟ " قال: "لا أدري حتى أسأل", فذهب، ثم رجع فقال: (يا محمد إن ربك يقول: هو أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك") (٣) وتفسير جبريل (٤) عليه السلام لهذه الآية موافق لظاهرها لأن في وصل القاطع عفوًا عن جريمة القطيعة، وإعطاء المحارم من جملة المعروف، والعفو عن الظالم إعراض عن جهله وظلمه.


(١) في (ب): (عن).
(٢) انظر: "تفسير الطبري" ٩/ ١٥٦، و"النا سخ والمنسوخ" للنحاس ٢/ ٣٦٤.
(٣) أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" ١/ ٢/ ٢٤٦، والطبري ٩/ ١٥٥، وابن أبي حاتم ٥/ ١٦٣٨ بسند جيد عن أمي بن ربيعة المرادي وهو مرسل، وقال ابن كثير في "تفسيره" ٢/ ٣٠٨: (هو مرسل على كل حال، وقد روي له شواهد من وجوه أخر فقد رواه ابن مردويه مرفوعاً عن جابر وقيس بن سعد بن عبادة) اهـ.
وقال ابن حجر في "الفتح" ٨/ ٣٠٦، وفي "الكافي الشاف" ص ٦٦: (رواه الطبري مرسلًا وابن مردويه موصولاً من حديث جابر وقيس) اهـ.
وذكره السيوطي في "الدر" ٣/ ٦٢٨، وزاد نسبته: (إلى ابن أبي الدنيا وابن المنذر وأبي الشيخ) اهـ.
وأخرجه السمرقندي ١/ ٥٩٠ عن أبي هريرة رضي الله عنه، وذكره الماوردي ٢/ ٢٨٨، عن ابن زيد، وذكره الرازي ١٥/ ٩٦ عن عكرمة، وانظر مرويات الإمام أحمد في "التفسير" ٢/ ٢٢٨.
(٤) ذكره الرازي ١٥/ ٩٦، عن أهل العلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>