أولاً: أن الجواب يحدد السؤال، فقوله تعالى: {قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} دليل على أنهم سألوا لمن الأنفال؟، ومن المستحق لها؟ أو أنهم سألوا أن يعطوا منها. ثانيًا: أن أسباب النزول تعين على فهم المراد، وما ورد في أسباب النزول الآية يدور حول ثلاثة أمور: أ- أن بعض الصحابة سألوا شيئًا من الغنيمة، وهذا ما رجحه ابن جرير في "تفسيره" ٩/ ١٦٨. ب- أن بعض الصحابة أراد أن يستأثر بما حازه من غنيمة فنزلت الآية تأنيبًا لهم، وهذا معنى سبب النزول الذي ذكره المؤلف في مطلع السورة، وانظر: "الدر المنثور" ٣/ ٢٩١ - ٢٩٥. ثالثًا: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعد قومًا شيئاً من الغنيمة فاختلف أصحابه -رضي الله عنهم- في ذلك بعد انقضاء الحرب، فنزلت الآية لنزع الغنيمة من أيديهم وتسليمها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع فيها ما يشاء، فقسمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينهم بالعدل. انظر: "تفسير ابن جرير" ٩/ ١٧١، وابن أبي حاتم ٥/ ١٦٤٩ - ١٦٥٣. وبهذا يتبين أن ما ورد من أسباب نزول للآية لا يدل على أن السائل سأل عن حكم الأنفال -كما يقول المؤلف- وإنما سأل عن الأنفال، أو سأل أن يعطى منها. (١) "معاني القرآن وإعرابه" لأبي إسحاق الزجاج ٢/ ٣٩٩. (٢) انظر: "البحر المحيط" ٥/ ٢٦٩، و"الدر المصون" ٥/ ٥٥٥، دون تعيين القائل. (٣) رواه عنهما ابن جرير في "تفسيره" ٩/ ١٧٥.