للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الزجاج: وجائز أن يكون (به): بالربط؛ لأن (يربط) يدل عليه، فكأنه قال: ويثبت بالربط أقدامكم (١).

١٢ - قوله تعالى: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ} قال أبو إسحاق: إذا (٢) في موضع نصب على: وليربط إذ يوحي، قال: ويجوز أن يكون على: اذكروا (٣).

ومعنى (يوحي ربك) أي: يلقي إليهم من وجه يخفى، هذا حقيقة معنى الإيحاء (٤).

وقوله تعالى: {إِلَى الْمَلَائِكَةِ} يعني الذين أمد الله بهم المسلمين، وقوله تعالى: {أَنِّي مَعَكُمْ} أي بالعون والنصرة، كما يقال: فلان مع فلان أي معونته معه (٥).

وقوله تعالى: {فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا}، قال عطاء عن ابن عباس: يريد ادعوا لهم، ولا يمدن أحد منهم سيفه ليضرب به إلا بادرتموه بسيوفكم (٦)،


(١) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٤٠٤ بتصرف.
(٢) ساقط من (ح).
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٤٠٤.
(٤) انظر: "الصحاح" (وحي) ٦/ ٢٥٢٠.
(٥) هذه بعض معان المعية الخاصة، وليسر ذلك من التأويل المذموم بل هو مقتضى لغة العرب، قال الإمام ابن القيم رحمه الله: (مع) في كلامهم لصحبته اللائقة، وهي تختلف باختلاف متعلقاتها ومصحوبها، فكون نفس الإنسان معه لون وكون علمه وقدرته وقوته معه لون، وكون زوجته معه لون، وكون أميره ورئيسه معه لون، وكون ماله معه لون، فالمعية ثابتة في هذا كله مع تنوعها واختلافها. "مختصر الصواعق المرسلة" ص ٣٩٤.
(٦) لم أعثر على مصدره، وفي معناه نظر، إذ لو ثبت هذا لما قتل أحد من المسلمين لكن الواقع أنه استشهد في معركة بدر أربعة عشر رجلا. انظر: "سيرة ابن هشام" ٢/ ٣٥٤ - ٣٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>