للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي قوله: {مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ} وجوه من القراءة: التشديد مع التنوين، والإضافة، والتخفيف معهما (١) أيضًا، ومثله قوله: {كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ} [الزمر: ٣٨]، بالتنوين، وبالإضافة (٢) أيضًا.

قال أهل المعاني: وتوهينه كيدهم يكون بأشياء: بإطلاع المؤمنين على عوراتهم، وإلقاء الرعب في قلوبهم، وتفريقَ كلمتهم، ونقض ما أبرموا باختلاف عزومهم (٣).

قال ابن عباس: يهنئ (٤) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول: "إني قد أوهنت كيد


= الزمخشري في "تفسيره" ٢/ ١٥٠ لكنه قدره بلفظ: الغرض ذلكم.
(١) قرأ ابن كثير ونافع وأبو جعفر وأبو عمرو (مَوهّنٌ) بفتح الواو، وتشديد الهاء، مع التنوين، ونصب الدال في (كيد) مفعول به.
وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف، وشعبة عن عاصم (موْهِنٌ) بسكون الواو، وتخفيف الهاء، مع التنوين، ونصب الدال في (كيد) أيضًا.
وقرأ حفص عن عاصم (موْهنُ) بسكون الواو، وتخفيف الهاء من غير تنوين، وخفض الدال في (كيد) على الإضافة.
انظر: كتاب "السبعة" ص ٣٠٤، و"تحبير التيسير في قراءات الأئمة العشرة" للجزري ص ١١٨، و"المستنير في تخريج القراءات المتواترة" ١/ ٢٥٦.
ومن الجدير بالتنبيه أن المؤلف ذكر من وجوه القراءة: التشديد مع الإضافة، ولم أجد من ذكر ذلك في القراءات المتواترة أو الشاذة، لكن الزجاج ذكر جواز ذلك من الناحية اللغوية. انظر: "معاني القرآن" ٢/ ٤٠٧.
(٢) بالتنوين قرأ أبو عمرو ويعقوب، وقرأ الباقون بالإضافة. انظر: "تحبير التيسير" ص ١٧٣، و"تقريب النشر" ص ١٦٨.
(٣) لم أجد هذا القول فيما بين يدي من كتب أهل المعاني، وقد ذكره بحروفه الفخر الرازي في "تفسيره" ١٥/ ١٤١.
(٤) في (ح): (يعني).

<<  <  ج: ص:  >  >>