للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نزلت في أبي سفيان وإنفاقه المال على حرب محمد - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد، وكان قد استأجر ألفين من أحابيش كنانة (١). وقال مقاتل (٢) والكلبي (٣): نزلت في المطمعين يوم بدر، وكانوا اثنى عشر رجلاً من كبار قريش (٤).

وقوله تعالى: {لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [إن قيل: لم يعلموا أنها سبيل الله فكيف قيل: {لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}] (٥) قيل: إنهم قصدوا إلى الصد عنها وهي (٦) سبيل الله (٧).

وقوله تعالى: {فَسَيُنْفِقُونَهَا} أخبر أنهم ينفقون أموالهم، ثم قال: {فَسَيُنْفِقُونَهَا} بمعنى: فسيقع الإنفاق الذي يكون حسرة بذهاب الأموال وفوت المراد، ونصر الله عز وجل المسلمين حتى يغلبوهم.


(١) هم: بنو الحارث بن عبد مناة بن كنانة وعقيل والديش والحيا والمصطلق. انظر: "المحبر" ص ٢٦٧.
(٢) "تفسيره" ل ١٢١ أ، وانظر: "تفسير الثعلبي" ٦/ ٦٠ أ، والبغوي ٣/ ٣٥٦.
(٣) " تفسير الثعلبي"، والبغوي، الموضعين السابقين.
(٤) القول بنزول الآية في المطعمين يوم بدر أولى من القول بنزولها في المنفقين يوم أحد؛ لأن سورة الأنفال تتحدث على وجه العموم عن غزوة بدر، ولقول ابن عباس فيما رواه البخاري في "صحيحه" (٤٦٤٥) لما سئل عن سورة الأنفال، قال: نزلت في بدر اهـ. وعلى كل حال فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فالكفار في كل زمان ينفقون أموالهم ليصدوا عن دين الله، وليطفؤا نور الله، ويأبى الله إلا أن يتم نوره، وينصر أولياءه، ويخذل أعداءه.
(٥) ما بين المعقوفين ساقط من (ح) و (س)
(٦) في (س): (وعن).
(٧) يعني أن غرضهم في الإنفاق الصد عن اتباع محمد وهو سبيل الله وإن لم يعلموا أنه =

<<  <  ج: ص:  >  >>