للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الزجاج: أي حتى لا يفتنوا (١) الناس فتنة كفر، ويدل على أن معنى {فِتْنَةٌ}: كفر: قوله: {وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} (٢).

قال أهل المعاني: وإنما كان الكفر فتنة لأنه يخلّص صاحبه بالفساد الذي ظهر منه ممن يجب أن يتولى على ظاهره (٣)؛ إذ أصل الفتنة: تخليص الشيء من غيره، من قولهم: فتنتُ الذهب في النار: إذا خلصته من الغش الذي كان فيه (٤).

وقوله تعالى: {وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ}، قال ابن عباس: يريد: الدين الذي أرسلتَ به دينًا حنيفيًا (٥)، وقال الربيع: ويكون التوحيد لله خالصًا ليس فيه شرك، ويُخلع ما دونه من الأنداد (٦)، وقال ابن زيد: لا يكون مع دينكم كفر (٧).


(١) في "معاني القرآن وإعرابه": يفتن.
(٢) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٤١٣.
(٣) يعني أن الكفر يميز ويفصل بين الكافر الذي تحرم موالاته وبين المؤمن أو المنافق الذي يجب أن يتولى على ظاهره، ويوكل باطنه إلى الله تعالى.
(٤) لم أقف عليه.
(٥) لم أجده بهذا اللفظ، وقد رواه الفيروزأبادي في "تنوير المقباس" ص ١٨١، بلفظ: حتى لا يبقى إلا دين الإِسلام، ورواه ابن أبي حاتم ٥/ ١٧٠١، بلفظ: يخلص التوحيد لله عز وجل، ورواه ابن جرير ٩/ ٢٤٨ بلفظ: حتى لا يكون شرك.
(٦) رواه الثعلبي ٦/ ٦١ أ، ورواه ابن جرير ٩/ ٢٤٨ - ٢٤٩ بنصه لكن عن ابن جريج، والنص نفسه مذكور في "السيرة النبوية" ٢/ ٣١٨ قولًا لابن إسحاق، وقد رجح محمود شاكر في تعليقه على رواية ابن جريج أن القول لابن إسحاق وأن في"تفسير ابن جرير" سقطًا ولا دليل على هذا الترجيح إذ لا مانع أن يكون القول لأحد الثلاثة ثم يعتمده غيره فيعتبر قولًا له، وبما أن الرجال الثلاثة كانوا في عصر واحد (توفي الربيع بن أنس عام ١٤٠هـ أو قبلها، وتوفي ابن إسحاق وابن جريج عام ١٥٠ هـ أو بعدها) فإنه يتعذر معرفة السابق بالقول.
(٧) رواه ابن جرير ٩/ ٢٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>