للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {وَمَا أَنْزَلْنَا} يعني الملائكة الذين نصر بهم النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر في معنى قول الزجاج (١)، وفي معنى قول مقاتل (٢): يعني ما أنزل عليه في شأن الغنيمة يوم بدر، وهو قوله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} [الأنفال: ١] الآية؛ لأنه قال: يريد إن كنتم آمنتم بالله فأقرّوا بحكمي وما أنزلت على النبي في الغنيمة يوم الفرقان.

والذي أنزل عليه يوم الفرقان قوله: {يَسْأَلُونَكَ}، ويجوز أن يكون المعنيّ (٣) بالإنزال هذه الآية.

وقوله تعالى: {عَلَى عَبْدِنَا}، قال ابن عباس: يريد النبي - صلى الله عليه وسلم - {يَوْمَ الْفُرْقَانِ}: يريد اليوم الذي فرقت فيه بين الحق والباطل وهو يوم بدر (٤).

وقال الزجاج: لأن الله أظهر فيه من نصره بإرداف الملائكة والإمداد بهم المسلمين (٥) ما كان فيه فرقان بين الحق والباطل (٦).

وقوله تعالى: {يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ}، قال ابن عباس: يريد حزب الله


(١) لم أجد في كلام الزجاج ما يمكن أن يفهم منه ما ذكره المؤلف إلا قوله: وقوله جل وعز: {يَوْمَ الْفُرْقَانِ}: هو يوم بدر؛ لأن الله عز وجل أظهر فيه من نصره بإرداف الملائكة، والإمداد بهم للمسلمين ما كان فيه فرقان بين الحق والباطل. "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٤١٦، ولم يرد للملائكة ذكر في "تفسير الزجاج" لقوله تعالى {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا} وقد سبق ذكره في التعليق على قول الزجاج الأسبق.
(٢) يعني ابن حيان، وقد روى قوله ابن أبي حاتم ٥/ ١٧٠٦، وانظر: "الدر المنثور" ٣/ ٣٣٩.
(٣) في (س): (الغنيمة)، وهو خطأ.
(٤) "تنوير المقباس" ص ١٨٢ بنحوه.
(٥) في "معاني القرآن وإعرابه": للمسلمين.
(٦) المصدر السابق: ٢/ ٤١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>