للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فعلت (١)، فقال أبو جهل: قل لأبيك جزاك الله والرحم خيرًا إن كنا نقاتل الله كما يزعم محمد فوالله ما لنا بالله (٢) من طاقة، وإن كنا نقاتل الناس فوالله إن بنا على الناس لقوة، والله لا نرجع عن قتال محمد حتى نرد بدرًا فنشرب فيها الخمور وتعزف فيها القيان، فإن بدرًا موسم من مواسم العرب وسوق من أسواقهم حتى تسمع العرب مخرجنا فتهابنا آخر الأبد (٣)، قال المفسرون: فوردوا بدرًا وسقوا كؤوس المنايا مكان الخمر، وناحت عليهم النوائح مكان القيان (٤).

وقوله تعالى: {بَطَرًا}، قال الزجاج: البطر: الطغيان في النعمة (٥)،


(١) في ثبوت هذا القول عن خفاف بن إيماء شك، وذلك أن الحافظ ابن حجر أشار إلى أنه أسلم قبل أبيه "الإصابة" ١/ ٩٢، وأبوه أسلم قبل الهجرة كما في "صحيح مسلم" (٢٤٧٣) كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل أبي ذر قال أبو ذر في قصة إسلامه: حتى أتينا قومنا غفارًا فأسلم نصفهم وكان يؤمهم إيماء بن رخصة الغفاري، وكان سيدهم، وقال نصفهم: إذا قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة أسلمنا، فقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة فأسلم نصفهم الباقي، وفي هذا النص دليل على أن غفارًا أسلمت كلها قبل وقعة بدر، وهذا ما يؤكد عدم صحة القصة المذكورة عن خفاف. والله أعلم.
(٢) في (ح): (به).
(٣) لم أجد من رواه بهذا السياق، وقد رواه دون قصة خفاف بن إيماء، بلفظ مقارب ابن جرير ١٠/ ١٦ - ١٧، والثعلبي ٦/ ٦٥ أ، وابن إسحاق كما في "السيرة النبوية" ٢/ ٣٢٠، وروى ابن إسحاق أيضًا قصة خفاف في موضع آخر ٢/ ٦٢١ لكنه قال: خُفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري أو أبوه إيماء بن رحضة الغفاري.
(٤) انظر: "تفسير الثعلبي" ٦/ ٦٥ ب، والبغوي ٣/ ٣٦٦، وابن الجوزي ٣/ ٣٦٦، والنص مختصرًا في "تفسير ابن جرير" ١٠/ ١٦ - ١٧.
(٥) "معاني القرآن وإعرابه" ٤/ ١٥٠. ولم يفسر الزجاج هذه الكلمة في سورة الأنفال، وانظر: "تهذيب اللغة" ١/ ٣٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>