للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إن قريشًا لما أجمعت المسير، ذكرت الذي بينها وبين بني كنانة (١)، ومدلج (٢) من الحرب، وكانوا قد قتلوا الفاكه بن المغيرة (٣)، وعوفًا (٤) أبا عبد الرحمن بن عوف ومالك بن الشريد (٥) وكانوا يطلبونهم بدم، وكاد هذا أن يثنيهم عن الخروج من مكة، فتبدا لهم إبليس في جند من الشيطان معه رايته، في صورة سراقة بن مالك بن جعشم الكناني ثم المدلجي، وكان من أشرافهم، فقالوا: نحن نريد قتال هذا الرجل ونخاف من قومك فقال لهم: أنا جار لكم من قومي، فلا غالب لكم اليوم من الناس، ومعنى الجار هاهنا: الدافع عن صاحبه الشر كما يدفع الجار عن جاره، والعرب تقول: أنا جار لك من فلان، أي: حافظ لك من معرّته فلا يصل إليك منه مكروه.

وقوله تعالى: {فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ} [قال ابن عباس: التقى الجمعان (٦)، قال الزجاج: توافقتا حتى رأت كل واحدة


(١) قبيلة كبيرة مشهورة وهم بنو كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. انظر: "السيرة النبوية" ١/ ١، و"نهاية الأرب" ص ٣٦٦.
(٢) هم بنو مدلج بن مرة بن تيم بن عبد مناف بن كنانة.
راجع: "الروض الأنف" ٢/ ٢٣٣، و"الإصابة في تمييز الصحابة" ٢/ ١٩ (٣١١٥)، و"نهاية الأرب" ص ٣٧٢.
(٣) هو: الفاكه بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، أحد الفصحاء المقدمين من قريش في الجاهلية. انظر: "المحبر" ص ١٧٥، ٢٩٧، و"التبيين في أنساب قريش" ص ١٨٩.
(٤) هو: عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري. انظر: "الإصابة في تمييز الصحابة" ٢/ ٤١٦ (٥١٧٩)، في ترجمة ابنه عبدالرحمن.
(٥) لم أعثر على ترجمته.
(٦) "تنوير المقباس" ص ١٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>